(مِنْ ذِي الثَّلاَثِ) بفتح الثاء.

مِنْ ذِي الثَّلاَثِ فَالزَمِ الَّذِي سُمِعْ ... وَمَا عَدَاهُ فَالقِيَاسَ تَتَّبِعْ

(وَمَصْدَرٌ)، المراد به: اسم الحدث، وهو: مبتدأ سوغ الابتداء به قصد الحقيقة، وإلا الأصل أنه: لا يجوز الابتداء بالنكرة، وهنا: (مَصْدَرٌ) مبتدأ، وكيف ابتدئ به؟ نقول: قُصِدَ حقيقة المصدر، يعني: أراد أن يبين لك حقيقة ما يُسمَّى بالمصدر وهو: اسم الحدث. (وَمَصْدَرٌ أَتَى عَلَى ضَرْبَيْنِ)، يعني: ينقسم إلى: قسمين أتى وورد في كلام العرب حال كونه (عَلَى ضَرْبَيْنِ)، يعني نوعين: ميمي، وغيره. (مِيْمِي): هذا بدل مفصل من مجمل، لأن قوله: نوعين فيه إجمال ولَمَّا قال: (مِيْمِي) أبدله مما قبله فحينئذٍ يُسمَّى ماذا؟ بدل مفصل من مجمل، لأن الإجمال ثم التفصيل، أو الإجمال ثم الإيضاح هذا مقصدٌ من مقاصد العرب. (مِيْمِي)، قلنا: بدل مفصل من مجمل. (وَغَيْرِهِ)، أي: غير الميمي. إذًا: المصدر نوعان: مصدرٌ ميمي، ومصدرٌ غير ميميٍّ. الْمِيمِي واضح أنه نسبةٌ إلى الميم ميميٌّ ميم زدت عليها ياء النسبة، كما تقول: مكيٌّ، قرشيٌّ هذا نسبة إلى مكة كذلك: (مِيْمِي) نسبةً إلى الميم. إذًا إذَا قيل: ميميٌّ. حينئذٍ تعلم أنه ما ابتدئ أو كان أوله حرف الميم لكن يشترط فيه أن تكون زائدةً. (مِيْمِي) نسبةً إلى: الميم لابتدائه بها، وهو ما يكون أول حروفه ميمًا زائدًا على نفس الكلمة. إذًا: ميميًا خرج ما ليس مفتتحًا بالميم، مثل: الضَّرب والإِفْعَال .. ونحو ذلك التي هي غير الميمي، الميمي: ما افتتح بالميم هذا أولاً، إذًا: ما لم يفتتح بالميم فحينئذٍ: ليس بمصدر ميمي، قال: زائدًا، يُشترط في هذه الميم: أن تكون زائدة. إذًا: مَشَى يَمْشِي مَشْيًا، مشيًا هل هو مصدرٌ ميمي؟ لا. لماذا؟ لأن الميم أصلية، ويشترط في المصدر الميمي أن تكون الميم زائدةً. إذًا: ما يكون أول حروفه ميمًا زائدًا على نفس الكلمة، فأخرج ما خلا عن الميم: كالضرب ونحوه، وخرج كذلك ما كان في أوله ميم لكنه حرفٌ أصلي وليس بزائدٍ، كالمشي وهذا: مصدرٌ مَشَى ميم أصلية، مشى على وزن: فعل، فحينئذٍ الميم هذه: هي فاء الكلمة، قال: (مِيْمِي وَغَيْرِهِ) أي: غير الميمي مقابلٌ له، (عَلَى قِسْمَيْنِ) أراد أن يقسم غير الميمي، يعني عندنا ماذا؟ قَدَّمَ الميمي وغيره، غيره بالعطف بالجر عطفٌ على الميمي، ثم قال: حال كون غير الميمي (عَلَى قِسْمَيْنِ)، حال كون غير الميمي كائنًا: ... (عَلَى قِسْمَيْنِ)، فقوله: (عَلَى قِسْمَيْنِ)، هذا متعلق بمحذوف حال من غيره، يعني: بدأ بالثاني وترك الأول، هذا ماذا يُسمى في البيان؟ لف ونشر غير مرتب. لأنه مادام أنه قدم الميمي وثنى بغير الميمي كان الأصل أنه يبدأ بالميمي، لكنه عكس وهذا مسلكٌ بلاغي، وهو موجودٌ في الكتاب والسنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015