والرابع: أشار إليه بقوله: (كَذَا تَفَعَّلاَ)، أي: مثل ذلك المذكور من التعداد. (تَفَعَّلاَ) والألف للإطلاق، أو: تَكَسَّرَ، أصله: كَسَرَ، فزيد فيه: التاء والتشديد، يعني: تضعيف العين، تَكَسَّرَ كَسَرَ، الأصل فيه. فالسين هي العين، وضعفت العين وزيد فيه التاء، تَكَسَّرَ، أصله كَسَرَ، فزيدت فيه التاء والتشديد، يعني: تضعيف العين، وهذا الباب: مشتركٌ بين اللازم، إذا كان لمطاوَعة فَعَّلَ شدد العين، قَطَّعْتُهُ فَتَقَطَّعَ، قَطَّعْتُ اللحمَ فَتَقَطَّعَ اللَّحْمُ، صارَ ماذا؟ للمطاوعة. فحينئذٍ قبل التأثير فصار لازمًا، والمتعدِّي إذا كان بمعنى: أَخَذَ، نحو: تَمَزَّرَ، أي: أخذ مِئزرًا تمزر، ويجيء للتكلف، وهو الذي ذكره الناظم: (نَحْوُ تَعَلَّمَ)، التّكلف تحصيل الشيء المطلوب شيئًا بعد شيء، تحصيل المطلوب شيئًا بعد شيء. (تَعَلَّمَ) يعني: أخذ العلم شيئًا فشيئًا، هذا فيه عبرة وعظة. (تَعَلَّمَ)، أي: أخذ العلم شيئًا فشيئًا، العلم لا يأتي بغتة في يوم وليلة، في سنة، سنتين، خمس، لا، إنما يحتاج إلى زمن. إذًا: يجيء للتكلف، والمراد بالتكلف: تحصيل المطلوب شيئًا بعد شيء. (نَحْوُ تَعَلَّمَ وَزِدْ تَفَاعَلاَ)، (وَزِدْ)، هذا: أمرٌ من زَادَ يَزِيدُ، (زِدْ) أنت أيها الصرفيُّ الطالب (تَفَاعَلاَ)، والألف هذه للإطلاق، يعني: زد على الأبواب الأربعة المتقدمة (تَفَاعَلاَ) والألف هذه للإطلاق، نحو: تباعد، والأمثلة هذه المذكورة كلها مشهورة عند الصرفيين، يعني: يعبر عن الباب بها، قال: حَوْقَلَ، وَجَهْوَرَ، وَبَيْطَرَ، هو الذي صار عنوانًا لهذا الباب، تَبَاعَدَ: (تَفَاعَلاَ)، أصله: بَعُدَ، فالتاء والألف فيه: زائدتان، تَبَاعَدَ بَعُدَ فَعُلَ، فزيد فيه ماذا؟ التاء في أوله تَبَا - تَبَاعَدَ، زيد فيه: الألف بين الباء والعين، يعني: بين الفاء والعين، وهذا الباب للمشاركة بين اثنين، نحو: تضارب زيدٌ وعمرٌو، للمشاركة، أو أكثر من اثنين: تخاصم القوم، تخاصم القوم قوم هذا: اسم جمع، يصدق على ما لا حصر له، حينئذٍ تخاصم أكثر من اثنين، وتضارب زيدٌ وعمرٌو، أو تخاصم زيدٌ وعمرٌو، هذا وقع بين اثنين. إذًا هذا: الخماسي، وله كم وزن؟ خمسة. (فَبَدْؤُهَا كَانْكَسَرَ)، انْفَعَلَ و (اِفْتَعَلَ)، و (اِفْعَلَّ)، و (تَفَعَّلاَ)، و (تَفَاعَلاَ) والسماع هو الحجة، يعني: محصورةٌ فيما ذكر.
ثم ذكر القسم الثالث وهو: الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف، لأن الحصر محصورٌ في ثلاثة: ثلاثيٌ مجرد مزيدٌ بحرف، وأبوابه قلنا: كم؟ ثلاثة [نعم] فأَكَرَمَ، أَفْعَلَ، وَفَعَّلَ، وَفَاعَلَ، كخاصم هذه ثلاثة.
الثاني: المزيد بحرفين وأبوابه: خمسة. خمسة وثلاث ثمانية، إذًا بدأ في ذكر القسم الثالث وهو: السُّداسي. الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف، عنون له بالسداسي،
ثُمَّ السُّدَاسِيْ استَفْعَلاَ وَافْعَوْعَلاَ ... وَافْعَوَّلَ افْعَنْلَى يَلِيهِ افْعَنْلَلاَ
(ثُمَّ) للترتيب الذكري، (السُّدَاسِيْ) أي: الفعل السداسي، أي: الذي بلغت حروفه ستة بزيادة ثلاثة أحرف على أحرف الثلاثي الأصلية، وأبوابه ستة: