الترضى ما هو القياس؟ (أل) لا تدخل على فعل مضارع، إذًا هذا هو القياس، وهذا هو الاستعمال؟ هذا هو الاستعمال، نعم الآن تأكل وتشرب وتضرب وتنام كلها أفعال ما تدخل عليه (ال)، استعمال العرب الفعل المضارع دون (أل)، لأن (أل) من خواص الأسماء، فلا تدخل إلا على الاسم وهي علامة عليه، فهي علامة على على الاسم، فحينئذ تختص بالاسم وما اختص بالاسم لا يدخل على الفعل ولا الحرف وإلا ما صار علامة، خلافًا لابن مالك رحمه الله تعالى في (ال) الموصولة وهي هذه الذي ذُكر هنا، الترضى (ال) هذه موصولة (وكونها بمعرب الأفعال قل) هكذا قال ابن مالك:
وَصِفَةٌ صَرِيحَةٌ صِلَةُ أل ... وَكوْنُهَا بِمُعْرَبِ الأَفْعَالِ قَلَّ
إذا يجوز دخول (أل) الموصولية على معرب الأفعال لكنه قليل، فلم يحكم عليه بكونه شاذًا ولم يجعل (ال) الموصولة علامة على الاسمية، وهذا خلاف التحقيق، بل الصواب أن (ال) بأنواعها والموصولية داخلة فيها علامة على الاسمية وهي خاصة بالاسم ولا تدخل على الفعل، ودخولها على الفعل المضارع الموصولية هذا خطأ وحكا عبد القاهر الجرجاني إجماع على ذلك، إجماع على أنه .. إذًا ما أنت بالحكم الترضى نقول: هذا مخالف للقياس بأن (ال) لا تدخل على الفعل وقد أدخلها، ومخالف للاستعمال لأن العرب لا تستعمل ال مع الفعل إذا الشاذُّ ثلاثة أنواع.
الأول: مخالف القياس دون الاستعمال.
الثاني: مخالف للاستعمال دون القياس. وهذان النوعان مقبولان ويجوز وقوعهما في فصيح الكلام، ولا يعتبر نقضًا لكون كلام فصيحًا، وإنما الذي يعتبر معيبًا ولا يجوز القول به في فصيح الكلام هو كونه شاذًا من الوجهين يعني في الاستعمال والقياس، هذا لا يقع في القرآن ألبتة.
فالأولان مقبولان دون الثالث، إذًا هذه الأبيات الثلاث ذكر الناظم رحمه الله تعالى فيها الأبواب الستة، وذكرنا أن الفعل الماضي المجرد على ثلاثة أبواب ما هي؟ الاختبار خمس دقائق الآن ثلاثة أبواب، ما هي؟ فَعَلَ وفَعِلَ وَفَعُلَ.
الحجة في التقسيم الثلاثي السماع، يعني ليس عندنا فُعِلَ ولا فِعُلَ ولا فُعُل فِعِل ليس عندنا في الأفعال هذه الأوزان لماذا؟
لأن العرب لم تنطق بذلك، والعقل لا مدخل له في هذه الألفاظ البتة، المضارع باعتبار الماضي كم باب؟ ستة.
ما الأصل في العين عين مضارع والماضي؟
التخالف هذا أصل فما جاء موافقًا عين المضارع والماضي لا بد من بحث عن خروجه عن الأصل لِمَ خرج عن الأصل، فَعَلَ يأت على كم باب؟
ثلاثة أبواب، وهي فَعَلَ يَفْعُلُ مثل ماذا؟ نَصَرَ يَنْصُرُ، فَعَلَ الثاني يَفْعِلُ مثل ضَرَبَ يَضْرِبُ، فَعَلَ يَفْعِلُ، إذًا فَعَلَ يَفْعُلُ، الثالث فَعَلَ، لا، ليس بضم العين قد نَصَرَ يَنْصُرُ فَعَلَ يَفْعَلُ بفتح العين فيهما، وقلنا: هذا ليس قياسيًا إلى في حالة واحدة وهي ما شرطه؟
قال: كون عينه أو لامه حرفًا من حروف الحلق لأنه ماذا؟ لماذا اشترطنا؟
لأنه خالف القياس، في اتحاد حركة عين المضارع مع الماضي والأصل التخالف، فلما توافقتا يعني حركة العين بحثنا عن سبب لماذا؟ فوجدنا أن حرف الحلق ثقيل والضم يزيده ثِقَلاً وكذلك الكسر، فطُلِبَتْ الخفة وأُعْطَي الفتحة، هذا المشهور عند الصرفيين.