ثم قال: أو أشار إلى الرابع الذي يأتي من مضمومها (وَإِنْ تُضَمَّ فَاضْمُمَنْهَا فِيْهِ) ما هو الذي يضم (وَإِنْ تُضَمَّ) (بِمَاضٍ) (فَاضْمُمَنْهَا فِيْهِ) يعني: (فِي الغَابِرِ)، (وَإِنْ تُضَمَّ) ما هي؟ العين (بِمَاضٍ) أي في ماض بالتقييد السابق، (فَاضْمُمَنْهَا) العين (فِيْهِ) أي (فِي الغَابِرِ) فَعُلَ يَفْعُلُ، فَعُلَ يَفْعُلُ، (وَإِنْ تُضَمَّ) مضارع مغير الصيغة (تُضَمَّ) فِعْل شرط ونائبه ضمير العين هي (تُضَمَّ) هي أي العين ويحتمل أنه للمعلوم كما قال الشارح، والأول أولى، والفاعل ضمير المخاطب والمفعول محذوف عائد على العين، وعلى الاحتمالين متعلقه محذوف أي في الماضي بقرينة المقام. (وَإِنْ تُضَمَّ) أي في الماضي لقوله ما سبق (إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ) (إِنْ تُضَمَّ) بماضٍ، إذًا جار ومجرور محذوف للعلم به مما سبق، (فَاضْمُمَنْهَا) الفاء واقعة في جواب الشرط والضمير يعود إلى العين، (فَاضْمُمَنْهَا) أي العين أي احكم بالصحة ضمها (فِيْهِ) أي (فِي الغَابِرِ)، المراد به المضارع وهو جواب الشرط يعني أن رابع الأبواب الستة فَعُلَ يَفْعُلُ بضم العين في الماضي والمضارع ولا يجيء إلا لازمًا كَرُمَ يَكْرُمُ، فَعُلَ يَفْعُلُ، ظَرُفَ يَظْرُفُ، حَسُنَ يَحْسُنُ، عَظُمَ يَعْظُمُ، هذا الباب الرابع (أوْ تَنْكَسِرْ فَافْتَحْ) أو للتنويع، شرد # 46.27 الباب الخامس فقال: (أوْ تَنْكَسِرْ) أي العين (بِمَاضٍ)، (تَنْكَسِرْ) هي أي العين (بِمَاضٍ) لا بد أن نقيده بما قيدنا السابق، مضارع كسر فاعله ضمير العين ومتعلقه محذوف كما قدرناه (بِمَاضٍ) أو في ماض (فَافْتَحْ) أيها الصرفي، افتح ماذا؟ افتح العين، افتح العين (فِي الغَابِرِ) أي المضارع، فالباب الخامس فَعِلَ يَفْعَلُ، فَعِلَ بكسر العين يَفْعَلُ من باب عَلِمَ يَعْلَمُ يجيء متعدِّيًا كعَلِمَ يَعْلَمُ، وسَمِعَ يَسْمَعُ، ويأتي لازمًا كفَرِحَ يَفْرَحُ ويَئِسَ يَيْأَسُ، واللازم هو الأكثر.

فَعَلَ في لسان العرب يأتي متعدِّيًا ولازمًا، والتعدِّي فيه أكثر، وفَعِلَ في لسان عرب يأتي لازمًا أو متعدِّيًا واللزوم فيه أكثر، فَعِلَ عكس فَعَلَ، وفَعُلَ لا يأتي إلا لازمًا، فَعُلَ ماضي مجرد لا يأتي إلا لازمًا، وفَعَلَ يأتي لازمًا ومتعدِّيًا والتعدِّي فِيه أكثر، وفَعِلَ بكسر العين يأتي لازمًا ومتعدِّيًا كذلك إلا أن اللازم أكثر لماذا؟ لِمَا ذكرناه اليوم بأن العرب من قاعدتها الكبرى سماها السيوطي في الأشباه القاعدة الكبرى العظمى وهي التماس الخفة، فكل ما كانت الكلمة أخف على اللسان كانت أكثر استعمالاً، ولذلك فَعَلَ أكثر استعمالاً من فَعِلَ، ولو نظرت في لسان العرب المعاجم وغيرها لوجدت الفعل الماضي المجرد الثلاثي فَعَلَ أكثر بكثير من فَعِلَ، ولذلك تصرف فيه أكثر رفع ونصب، وأما فَعِلَ فهو أقل ولذلك في الغالب يُكسر على ماذا؟ على الفعل لأن الأفعال المتعدية أكثر هذا الأصل والأفعال اللازمة أقل، وكان فَعَلَ أكثر استعمالاً.

على كلٍ نحن قلنا: نترك هذه التعليلات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015