حينئذٍ لا يجوز حذف حرفٍ إلا بهذين الشرطين أن يكون ماذا؟ حرف علة، الحرف الصحيح الأصل فيه أنه لا يحذف هذا الأصل، ولكن قد يحذف في بعض المواضع، ثانيًا: أن يدل دليلٌ على المحذوف، يَرْمُون # 41.10 الميم هنا ساكنة والأصل يَرْمِيُونَ وهذا الأصل، استثقلت الضمة على الياء فسكنت، أليس كذلك؟ فحينئذٍ نقول: التقى ساكنان الياء والواو صار ماذا؟ يَرْمِيو، إذًا واوٌ ساكنة انكسر ما قبلها لئلا تنقلب الواو ياءً هنا ماذا صنعنا؟ ضممنا ما قبلها لمناسبة الواو، لو أبقينا الحركة التي هي دليل الياء المحذوفة التي هي كسر الميم وهو الأصل، نقول: هنا لو أبقينا الحركة كما هي نقول لقلبت الواو ياءً، لأن الواو إذا سكنت إثر كسرٍ وجب قلب الواو ياءً، مثل جُوِر كما قلنا جُوِر سكنت الواو إثر كسرٍ، إذًا مِوْ سكنت الواو إثر كسرٍ فوجب قلب الواو ياءً، فرارًا من تطبيق هذه القاعدة عدلنا إلى الميم فضممناها لمناسبة الياء، يعني: قطعنا الطريق على القاعدة.
إذًا يَرْمُون هنا حذفت الياء، يَرْمُون كذلك يَخْشَوْنَ يَخْشَيْون هذا الأصل، يَخْشَوْنَ يَخْشَيَوْن هذا الأصل، نقول: هنا تحركت الياء وفتح ما قبلها فوجب قلب الياء ألفًا فالتقى ساكنان ألف والواو وحذفت الألف، يَخْشَوْنَ الشين هنا مفتوحة أليس كذلك؟ بقيت عن أصل لماذا؟ لتدل على أن المحذوف ألفٌ يخشون مع أن الواو يناسبها ما قبلها أن يكون مضمومًا هذا الأصل، لكن هنا بقيت الفتحة دليلاً على أن المحذوف هو الألف، كما الشأن في مُصْطَفَوْ الذي يذكره النحاة هناك.
إذًا هنا ماذا قال؟ (وَاحْذِفْهُمَا فِي جَمْعِهِ) يعني: إذا أُسند الفعل إلى واو الجماعة حينئذٍ تحذف الواو والياء للتخلص من التقاء الساكنين.
(لاَ التَّثْنِيَةْ) يعني: لا في حال التثنية، فتبقى تبقى ماذا؟
تبقى الواو كما هي وتبقى الياء كما هي، تثنية كالجمع يعني: إذا أسند الفعل المضارع إلى ألف الاثنين، أي: إسناد الفعل المضارع المختوم بواوٍ أو ياءٍ محركٍ لألف الاثنين فلا تحذف منه الواو أو الياء بل أبقهما محركين يَغْزُوَانِ يَغْزُوُ إذا زدت عليه ألف التثنية حينئذٍ ماذا حصل؟ التقى ساكنان والأصل في التخلص من التقاء الساكنين هو تحريك ما قبل الساكن هذا الأصل، ولذلك لا يجوز العدول إلى الحذف للتخلص من التقاء الساكنين إلا عند تعذر التحريك لأنه إذا التقى ساكنان عندنا أمران قاعدتان:
القاعدة الأولى: التخلص من التقاء الساكنين بالحركة، إن أمكن لا يعدل الحذف البتة، وهنا أمكن يَغْزُوَان تحركت الواو مع كون يَغْزُو في الأصل ساكن على القاعدة السابقة، فلما جاءت الألف التقى ساكنان الواو والألف حركنا فأمكن إذًا لا نعدل إلى الحذف، إذا تعذر تحريك الساكن حينئذٍ عدلنا إلى الحذف بالشرطين السابقين، إذًا ليس كلما التقى ساكنان حذفنا الأول؟ لا، نقول: