إذا وجد العامل المقتضي للرفع وجدت الحركة، ولذلك نقول: يَرْمِي: محرك قطعًا لكن الحركة مقدرة، إذًا لا يتنافى التسكين مع التحريك هنا، الشرط (وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ) (سَكِّنْ) محرك لماذا؟ لكون الفعل المضارع في حالة الرفع وجد عامل الرفع، لأن عامل الذي يقتضي الرفع وهو التجريد أو التجرد عن الناصب والجازم إذًا اقتضى الحركة فالحركة موجودة لكنها ليست ملفوظًا بها، (نَحْوُ الَّذِي جَا مِن رَّمَى)، (رَّمَى) يعني: الناقص اليائي (أَوْ) بمعنى الواو (مِنْ عَفَا) الناقص الواوي، تقول: عَفَا يَعْفُو، يَعْفُو فعلٌ مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ورفعه ضمةٌ مقدرة على آخره، إذًا الضمة موجودة لكنها منوية مقدرة، (أَوْ) المضارع الذي جاء من لفظ (خَشِيْ) أصله خَشِيَ يعني من مصدر لفظ خَشِيَ وسكنه للوزن (خَشِيْ) سكنه للوزن، لكن خَشِيَ نقول: يَخْشَى هنا نقدر الضمة أليس كذلك؟ لكن بعد قلب الياء ألفًا لأن يَخْشَى يَخْشَيَ هذا الأصل تحركت الياء وانفتح ما قبلها فوجد الحكم السابق وهو أن الواو أو الياء إذا تحركتا وانفتح ما قبلهما وجب قلب الياء أو الواو ألفًا، وهنا وجد، ولذلك قال: (وَيَاءَ ذَا اقْلِبْ أَلِفَا) اقلب ياء ذا الذي هو خَشِيَ، متى؟ إذا جاء مضارعًا لأن الماضي خَشِيَ لا تنقلب الياء ألفًا لماذا؟ لانكسار ما قبل الياء كما مَرَّ معنا، حينئذٍ صحت الياء في خَشِيَ مع كونها محركةً للانتفاء الشرط الثاني وهو انفتاح ما قبل الياء، ولكن هنا يَخْشَيَ تحركت الشين وتحركت الياء فوجب قلب الياء ألفًا، إذًا (وَيَاءَ ذَا اقْلِبْ أَلِفَا)، (اقْلِبْ) أنت ... (يَاءَ ذَا) هذا مفعول أول، لـ (اقْلِبْ) وهو مضاف إلى (ذَا) وهو اسم إشارة، والمشار إليه خَشِيَ لكن ليس الماضي وإنما المراد به المضارع يعني: خَشِيَ لا تقلب، (أَلِفَا) ألفًا هذا مفعولٌ ثاني لـ (اقْلِبْ) لماذا قلبت ألفًا؟ لأن الياء تحركت في المضارع عقب فتحٍ تحركت الياء عقب فتحٍ في المضارع لا في الماضي واضح هذا؟
إذًا خلاصة ما ذكره إن وقعت الواو والياء محركتين في طرف مضارعٍ مرفوعٍ سكنت الواو والياء إن لم ينتصب بأن كان مرفوعًا وأما إن كان منصوبًا حينئذٍ تظهر الفتحة على الواو وعلى الياء، وأما يَخْشَى تقدر الحركة كما هو معلوم.
وَاحْذِفْهُمَا فِي جَمْعِهِ لاَ التَّثْنِيَةْ ... وَمَا كَتَغْزِيْنَ بِذَا مُسْتَوِيَةْ