الجواب: لا، لأن وزنه يَفْ هذه فاء الكلمة، ودائمًا في المضارع في باب يَفْعُلُ يَفْعِلُ يَفْعَلُ الفاء ساكنة حينئذٍ إذا جاءت محركة معك تعلم أنها ليست أصلية فـ (يَقُوْلُ) تعلم أنها ليست أصلية القاف هنا حركتها إنما هي منقولة عن عين حركة عين الكلمة، كذلك يَكِ الأصل يَكْ كيف جاءت مكسورة نقول هذه الكسرة نقلت من حركة عين يَكِيلُ والأصل يَكْيِلُ هذا مثالٌ للياء، وانظر في الموضعين (يَقُوْلُ)، (يَكِيْلُ) حصل إعلالٌ بالنقل وصحت الواو والياء، أليس كذلك؟ يَقُولُ يَقْوُلُ نقلت الحركة ماذا حصل للواو هل انقلبت؟ لا، بقيت كما هي فصحت إذًا حصل إعلالٌ بالنقل وصحت الواو، يعني: لم تقلب شيئًا آخر، لا ألفًا ولا ياءً، و (يَكِيْلُ) يَكْيِلُ نقلت حركة الياء إلى ما قبلها وصحت الياء، يعني: لم تقلب واوًا ولا ألفًا، يَخَافُ أصله من باب يَفْعَلُ خَوِفَ يَخْوَفُ عَلِمَ يَعْلَمُ حينئذٍ نقول: يَخَافُ يَخْوَفُ على وزن يَفْعَلُ ماذا صنعنا؟ يَخْ الخاء حرفٌ صحيحٌ ساكن والواو متحركةً فحينئذٍ نقول: إعلالٌ بالنقل فننقل حركة الواو إلى ما قبلها وهي الخاء، ثم سكنت الواو، وهل صحت؟ ما صحت، لماذا؟ لأن العرب لم تنطق بهذا، وإنما نطقت بيخاف، وهذه الألف منقلبة عن واوٍ قطعًا، وقطعًا حصل إعلالٌ بالنقل فجمعًا بين الأمرين وهي القاعدة المطردة نقول: هنا حصل إعلالٌ بالنقل، ثم نقول: تحركت الواو قبل النقل وانفتح ما قبلها بعد النقل فقلبت الواو ألفًا، لماذا نقول هذا؟ لأنه كما ذكرنا يَخَا الخاء في الأصل ساكنة يَخْ، أليس كذلك؟ قلنا: هذه فاء الكلمة، وكل فعل مضارع فاء الكلمة فيه يكون ساكنًا وَيَخَافُ متحركة بال ... # 26.02 إذًا حصل إعلالٌ بالنقل قطعًا، وانقلبت الواو ألفًا وهي ساكنةٌ، والقاعدة أن الواو تتحرك ويفتح ما قبلها من أجل أن تقلب ألفًا وهنا ساكنة فكيف انقلبت؟ قالوا: إذًا ننظر إلى الفعلين بالنظرين قبل النقل وبعد النقل، ثم ركبت العلة من الفعلين بالنظرين فصارت العلة كاملة.
أو يقال: اكتفاءً بجزء العلة فقلبت الواو ألفًا.
(مِثَالُ ذَا يَقُوْلُ أَوْ يَكِيْلُ ثُمْ يَخَافُ) النقل في لفظ (يَخَافُ)، ... (وَالأَلِفُ عَن وَّاوٍ تقُمْ) في يخاف (وَالأَلِفُ) هذا مبتدأ، (عَن وَّاوٍ تقُمْ) يعني: تنقلب جملة هذه خبر (الأَلِفُ)، و (عَن وَّاوٍ) متعلقٌ به، و (تقُمْ) الأصل تَقُوم سكنه للوقف ثم التقى ساكنان الواو والميم فحذفت الواو للتخلص من التقاء الساكنين، إذًا الألف هنا في (يَخَافُ) نقول: قلبت عن الواو، والألف تقوم يعني: تنقلب (عَن وَّاوٍ) في (يَخَافُ) فقط ليس في (يَقُوْلُ) وإنما في (يَخَافُ) لأن العرب نطقت بها كذا بعد حصول الإعلال بالنقل.
إذًا ذكر في هذين البيتين أن الياء أو الواو إذا تحركتا وصح ما قبلهما ساكنًا حينئذٍ نقل حركت الواو أو الياء إلى ما قبله بشرط أن يكون حرفًا صحيحًا ساكنًا، وذكر لك ثلاثة أمثلة: باب يَفْعُلُ، وَيَفْعِلُ، وَيَفْعَلُ، وبَيَّن لك أن (يَخَافُ) على جهة الخصوص حصل فيه إعلالٌ بالنقل فتبعه إعلالٌ بالقلب كما ذكرنا سابقًا.
وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ فِي طَرَفْ ... مُضَارِعٍ لَمْ يَنْتَصِبْ سَكِّنْ تُحَفْ