إذًا قوله: (بالهَمْزِ) (عَدِّ مَا لَزِمْ)، (بالهَمْزِ وَالتَّضْعِيْفِ) تَضْعِيف تَفْعِيل مصدر ضَعَّفَ، والمراد به هنا تضعيف العين، يعني: أن تضعف العين، تكرر العين فحينئذٍ يصير اللازم متعدِّيًا جَلَّسْتُ زَيْدًا، هنا قام التضعيف مقام الهمز، كما أنك تقول: أَجْلَسْتُ زَيْدًا. وَجَلَسَ زَيْدٌ هو الأصل كذلك تضعف اللام تقول: جَلَّسْتُ زَيْدًا. حينئذٍ تعدَّى هنا بنفسه أو بغيره؟

بغيره، ما نوع التعدِّي هنا بماذا حصل بواسطة ماذا؟ بواسطة التضعيف، والمراد بالتضعيف تكرير العين، تضعف العين فَعَّلَ، يعني: يكون على وزن فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ ثم تضعف العين فتجعله على وزن فَعَّلَ، خَرَجَ زَيْدٌ خَرَّجْتُ زَيْدًا، واضح هذا؟

إذًا بالتضعيف (وَحَرْفِ جَرٍّ) يعني: وعد ما لزم بحرف جر. هذا معطوف على (بالهَمْزِ) دائمًا العطف يكون على الأول، (حَرْفِ جَرٍّ) حرف الجر يًصَيِّر اللازم متعدِّيًا لكن لا شك أنه ليس متعدِّيًا كالتعدِّي السابق، أَخْرَجْتُ زَيْدًا، خَرَّجْتُ زَيْدًا، صَيَّر المرفوع منصوبًا فهو مفعول به في اللفظ لكن التعدِّي بحرف جر لا يُصَيِّره منصوبًا في اللفظ، ولذلك التعدِّي عند النحاة على نوعين:

الأول: ما جاوز فِعْلَ فاعله إلى المفعول به وهو المقابل للازم، يعني: مشهور. مقابل للازم.

الثاني: متعدِّي ما يتعلق معناه بغيره، بواسطة حرف الجر ويسمى متعدِّيًا بغيره، ما يتعلق معناه بغيره بواسطة حرف الجر ويسمى متعديًا لغيره أو بغيره، وعليه أي: على الثاني حروف الجر كلها من أسباب التعدية، فكلها تفيد التعدية لماذا؟ لأنها ولذلك قيل: سميت حروف الْجَرّ لذلك. لأنها تَجُرّ معاني الأفعال إلى الأسماء، يعني مدخولها. خَرَجْتُ بِزَيْدٍ خَرَجَ يصلح فيه ثلاثة أحوال: أَخْرَجْتُ زَيْدًا، خَرَّجْتُ زَيْدًا، خَرَجْتُ بِزَيْدٍ. تعدَّى بالباء، ماذا صنعت الباء هنا؟ عدَّت المعنى خَرَجْتُ بِزَيْدٍ إذًا وقع خروجي على زيد، ما الذي أفاده؟ الباء، إذًا الباء للتعدية هنا، تعدية ماذا خاصة أو عامة؟ الخاصة التي تقابل اللازم، والعامة التي هي أعم، تعدية عامة، التعدية بحروف الجر تعدية عامة، والتعدية التي ضَرَبْتُ زَيْدًا، زيْدًا هذا ضَرَبَ متعدِّي فقال: تعدية خاصة. إذًا المتعدَّي له معنيان. قال هنا: (وَحَرْفِ جَرٍّ). يعني: عد ما لزم بحرف جَرٍّ حينئذٍ يكون مجرورًا في اللفظ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ خَرَجْتُ به خَرَجْتُ بِزَيْدٍ، إذًا بِزَيْدٍ جار ومجرور متعلق بخرج هكذا تعربه، وليس عندنا مفعول في اللفظ كما هو الشأن فيما مضى.

إذًا هذه ثلاثة أنواع: بالهمز، وبالتضعيف، وبحرف الْجَرِّ كلها تعدِّي الفعل القاصر اللازم الذي لا يتعدَّى أثره إلا على فاعله، يعني الذي يقوم بالفعل ولا يصل إلى غيره، فحينئذٍ هذه الثلاث بواحد منها يتعدَّى القاصر إلى مفعول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015