(صِلْ) (نُوَنَ تَوْكِيدٍ بِالامْرِ) بالأمر هذا الأصل (بِالامْرِ) خُفِّفَتْ الهمزة فنقلت الحركة على ما قبلها، (وَنُوَنَ تَوْكِيدٍ) توكيد مصدر، والمراد به التقوية، يعني: تقوية الطلب، (وَنُوَنَ تَوْكِيدٍ) بإضافة الدال للمدلول يعني: نون تدل على التوكيد. التوكيد ليس خاصًا بالنون إنما يكون بغير النون، لكن قد يكون بالنون وقد يكون بغير النون، والمراد هنا نون التوكيد على جهة الخصوص (وَنُوَنَ تَوْكِيدٍ بِالامْرِ) مطلقًا سواء كان لغائب أو حاضرٍ كذلك النهي مطلقًا سواء كان لغائب أو حاضر، وكل منهما سواء كان معلومًا أو مجهولاً (صِلْ) نون توكيد يعني: نون التوكيد تتصل بالأمر سواء كان الأمر للغائب أو كان الأمر للمخاطب، لِيَنْصُرَنَّ، يَنْصُرَنَّ، يَنْصُر هذا فعل مضارع، حينئذٍ أدخل عليه اللام لِيَنْصُر، لِيَنْصُرَنَّ، أُكِّدَ هنا الفعل ودخلت عليه اللام والمراد به الغائب، لَتَنْصُرَنَّ مراد به الخطاب، لا يَنْصُرَنَّ هذا نهي وللغائب، لا يُنْصَرَنَّ هذا نهي ومبني للمجهول.

إذًا الأمر سواء كان للخطاب أو للغيبة سواء كان مبنيًّا للمعلوم أو مبنيًّا للمجهول تدخل عليه نون التوكيد، كذلك النهي سواء كان للغائب أو للخطاب سواء كان معلومًا أو مجهولاً تدخل عليه نون التوكيد.

ثم قال: (وَذَاتَ خِفٍّ مَعْ سُكُوْنٍ لا تَصِلْ). هذا كالاستثناء مما سبق، لأن نون التوكيد نوعان: ثقيلة، وخفيفة.

ثقيلة يعني: مشددة عبارة عن نونين، التي هي {لَيُنبَذَنَّ} [الهمزة: 4] هذه مشددة يعني: عبارة عن نونين، وأما الخفيفة مثل ماذا؟ {وَلَيَكُوناً} [يوسف: 32] نقول: هذه نون التوكيد الخفيفة. إذًا نون التوكيد نوعان:

مشددة، وهي الثقيلة، وتدخل على جميع الأمر والنهي من المعلوم والمجهول، يعني: بدون استثناء، التوكيد بنون التوكيد الثقيلة لا استثناء فيها.

ونون مخففة يعني: واحدة ساكنة. وهذه فيها تفصيل، يمتنع وصلها بأمر ونهي لاثنين يعني: إذا كان الأمر والنهي للاثنين مثنى يمتنع وصلها بها، لماذا؟ لأن الاثنين آخره ألف، والألف ساكنة والنون ساكنة فحينئذٍ لو حذفت الألف للتخلص من التقاء الساكنين لالتبس بالمفرد، إذًا لا بد من إبقاء الألف.

إذًا لا يمكن حذف الألف، ما الذي يمكن؟ أن يقال بأن هذا النوع لا يؤكد بنون التوكيد الخفيفة، وإنما يؤكد بنون التوكيد الثقيلة.

إذًا نون مخففة يمتنع وصلها بأمر ونهي لاثنين انْصُرَا لا تَنْصُرَا، انْصُرَا هذا فعل أمر والخطاب لاثنين حينئذٍ انْصُرَا هذا لا يمكن أن يؤكد بنون التوكيد الخفيفة، انْصُرَان التقى ساكنان الألف والنون، لو قيل: انْصُرَن حذفت الألف صار خطابًا لواحد التبس وهذا لا يمكن عند العرب، فحينئذٍ كذلك لا تَنْصُرَا بالألف لتَنْصُرَن لو حذفت الألف التبس بالمفرد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015