[ومضارع]: الثالث, قلنا فعل أمرٍ، [وَمُضَارِعٌ]: يعني فعل مضارع، [عَلاَ]: يعني ارتفع, ارتفع على ماذا؟ ارتفع على أخويه وهما الماضي وفعل الأمر، لأن الأفعال ثلاثة: (فعل ماضٍ, فعل أمر) وكلاهما مبنيان، الماضي بالإجماع، وفعل الأمر فيه خلاف والصحيح أنه مبني، (وفعل مضارع) الأصل فيه الإعراب، انقلب فيه الأصل لعلة ما، حينئذ نقول الأصل فيه الإعراب، فلما كان الأصل فيه الإعراب علا وشَرُفَ وارتفع على أخويه الماضي وفعل الأمر، لماذا؟ لكونه معربا، وكونه معربا لأنه شابه الاسم، ولذلك سمي مضارعا، من المضارعة وهي المشابهة، إذن وهي ثلاثة بالاستقراء والتتبع, مضي وفعل أمر ومضارعأ ثم أراد أن يفصل أحكام كل, [فالماض]: الفاء فاء الفصيحة، وبدأ به لأنه الأصل، لأنه جاء على الأصل وهو البناء، الأصل في الاسم أنه معرب، والأصل في الفعل أنه مبني، وما جاء على الأصل لا يسأل عنه، هذا هو الأصل, فالماضي ما حكمه من حيث البناء؟ هو مبني، وليس بمعرب، لكن يبنى على ماذا؟ قال:
فَالمَاضِ مَفْتُوحُ الأَخِيرِ أَبَدَا ... ---------------
عرفنا أن علم النحو: "علم بأصول يعرف بها أحوال أواخر الكلم إعرابا وبناء", إذن متعلق الإعراب آخر الكلم، يعني محل ظهور حركة الإعراب آخر الكلم، ومحل ظهور حركة البناء كذلك آخر الكلم، إذن [فالماض مفتوح الأخير]: لِمَ قال الأخير؟ لأنه محل ظهور حركة البناء, (قام) الفتحة أين ظهرت؟ ليست في الأول ولا في الثاني, (ضَرَبَ) أين ظهرت الفتحة؟ ليست في الأول ولا في الثاني وإنما تكون حركة البناء ظاهرة في آخر الكلمة, [مفتوح الأخير أبدا]: يعني مطلقا بدون استثناء، أي مبني على فتح آخره، ثم هذا الفتح قد يكون ظاهرا وقد يكون مقدرا.
إذن علمنا من هذا الشطر أمرين:
الأول: أن الماضي مبني.