كَابْنِي اسْتَفَادَ خَاتَمَيْ نُضَارِ ... وَنَحْوُ مَكْرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
(نضار) بالضم والنضير هو الذهب خاتمي نضار أين المضاف؟ خاتمي كيف جاء خاتمي هو خاتم واحد اثنان كيف اثنان؟ خاتمين حينئذ حذفت النون للإضافة.
نونا تلي الإعراب أو تنوينا -- مما تضيف احذف كطور سينا
(خاتمي نضار) أصلها خاتمين وحذفت النون لأنها عوض عن التنوين على قول مشهور كما تقول (غلامٌ زيدٌ) ,غلام زيد حذفت التنوين كذلك ما أنيب ما ناب التنوين وهو النون حينئذ تحذف خاتمي نضار, على معنى مِن لم؟ لأن نضار مضاف إليه جنس لأنه الذهب المراد به لأن الخاتم يكون من ذهب ويكون من غيره إذن نضار الذهب هذا جنس للمضاف ويصح الإخبار به حينئذ نقول إضافة على معنى منه.
(وَنَحْوُ مَكْرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) أي مكر النهار كذلك مكر في الليل ومكر في النهار قال رحمه الله تعالى:
خاتمة
خاتمة لغة آخر الشيء واصطلاحا: عندهم اسم لألفاظ مخصوصة دالة على معاني مخصوصة جعلت آخر كتاب أو باب:
قَدْ تَمَّ مَا أُتِيْحَ لِي أَنْ أُنْشِئَهْ ... فِي عَامِ عِشْرِينَ وَأَلْفٍ وَمِائَهْ
بِحَمْدِ رَبِّنَا وَحُسْنِ عَوْنِهِ ... وَرِفْدِهِ وَفَضْلِهِ وَمَنِّهِ
مَنْظُومَةً رَائِقَةَ الأَلفَاظِ ... فَكُنْ لِمَا حَوَتْهُ ذَا اسْتِحْفَاظِ
جَعَلَهَا اللَّهُ لِكُلِّ مُبْتَدِي ... دَائِمَةَ النَّفْعِ (بِحُبِّ أَحْمَدِ)
صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا ... وَآلِهِ وَصَحْبِهِ تَكَرُّمَا
قَدْ تَمَّ مَا أُتِيْحَ لِي أَنْ أُنْشِئَهْ فِي عَامِ عِشْرِينَ وَأَلْفٍ وَمِائَهْ بِحَمْدِ رَبِّنَا ,قد حرف تحقيق للتحقيق هذا إذا ذكرها بعد نهاية الكتاب قبل التحقيق (تم) وكمل ما الذي تم وكمل؟ (ما أتيح لي أن أنشأه) يعنى الذي أتيح لي إنشاءه أتيح هذا فعل ماي مغير الصيغة أتاح أتيح إذن هو فعل ماض مغير الصيغة (أن أنشأه) أن وما دخلت عليه في التأويل مصدر وأنشأ هذا فعل مضارع دخلت عليه أن حينئذ نقول هذا في تأويل مصدر إعرابه نائب فاعل {قل أوحي إلي أنه استمع نفر} أوحي استماع هذا نائب فاعل إذن أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر نائب فاعل لأتيح (أَنْ أُنْشِأَهْ) متى قال (فِي عَامِ عِشْرِينَ وَأَلْفٍ وَمِائَهْ) ألف مئة وعشرين يعنى أرخ لك تاريخ هذا النظم على عادة أهل العلم بِحَمْدِ رَبِّنَا, بحمد جار ومجرور متعلق بقوله تم قد تم بحمد يعنى حمد الله تعالى في الافتتاح.
والله في كل الأمور أحمد
وكذلك حمد في الاختتام كما هو شأن أهل العلم، (بحمد ربنا) متعلق بتم ومر معنا معنى الحمد و (حسن عونه) يعنى عونه الحسن من إضافة الصفة إلى الموصوف والعون هو الظهير على الأمر والجمع الأعوان.
(وَرِفْدِهِ وَفَضْلِهِ وَمَنِّهِ) كلمات ثلاث متقاربة الرفد بكسر الراء هو العطاء والصلة ويُقال رفده أي أعطاه ورفده أعانه والإرفاد الإعطاء والإعانة وفضله الإفضال والإحسان ومنه يقال من عليه ذا أنعم عليه (منظومة) هذا إعرابه؟ هذا حال من فعل تم قد تم منظومة, منظومة يعنى مشتقة من النظم النظم معروف وهو التأليف نظم شيء إلى شيء آخر والمراد به هنا شعر الدليل هو الكلام الموزون قصدا عرفنا أن أهل العلم يجعلون المنثورات منظومات من أجل تسهيل الحفظ.
تسهيل منثور ابنِ آجروم ..
وصار من عادة أهل العلم - - أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم
لأنه يسهل للحفظ كما -- يروق للسمع ويشفي مِنْ ظما.
والنظم له ثلاثةٌ (منظومة رائقة الألفاظ) وصفها بكونها بكون ألفاظها رائقة رَائِقَةَ الأَلفَاظِ أي الألفاظ .... إضافة الصفة إلى المنصوب راقه الشيء إذا أعجبه.
(فَكُنْ لِمَا حَوَتْهُ ذَا اسْتِحْفَاظِ) فكن أيها الطالب هذه نصيحة من الناظم فكن لما حوته يعنى بما جمعته من الألفاظ وكذلك المعاني (ذا) أي صاحب هذا خبر كن لما حوته (كن) أنت كن فعل أمر ناقص مبني على السكون لا محل له من الإعراب واسم كن أنت أيها الطالب ذا هذا خبر خبر كن (ذا استحفاظ) يعنى صاحب استحفاظ أي حافظا لها مظهرا لها عن ظهر قلب وهذا هو الأصل في المنظومات من لم يحفظ فلا يتعنى النظم يعنى يدرس النسخ لا يدرس النظم ليس المراد لا يدرس.