الثاني: أن يكون معللا بمعنى أنه جيء به لبيان السبب الذي من أجله فعل الفاعل الفعل.

الثالث: أن يكون قلبيا فلا يصح جئتك قراءة يعنى لأجل القراءة جئتك قراءة نقل لا يصح بل تقل جئتك للقراءة يجب جره باللام لماذا؟ لأن القراءة ليست بعمل قلبي بخلاف إجلالا وابتغاء البر وهذا يعتبر عملا قلبيا وهذا محل خلاف في اشتراطه.

الثالث: أن يتحد مع عامله في الوقت وكذلك في الفاعل نجعلهما شرطين:

أن يتحد مع عامله في الوقت جئتك طلوع الشمس يعنى وقت طلوع الشمس، إذا اتحدا =حينئذ نقول هذا مفعول لأجله أما (جئتك اليوم بالإكرام غدا) نقول هذا لا يكون مفعولا لأجله لعدم اتحاد الفاعل أن يتحدا في الفاعل أن يكون مفيدا للتعليل وهذا ذكرناه أن يتحدا في الوقت كالمثال السابق الذي ذكرته جئتك اليوم للإكرام غدا هذا لا يصح لأن المجيء وقع اليوم والإكرام الذي هو المصدر يقع غدا إذن افترقا.

إذن نعيد الشروط:

- أن يكون مصدرا

-أن يكون قلبيا

- أن يتحد مع عامله بالوقت

-أن يتحد مع الفاعل جاء زيد لإكرام عمر له هذا لا يجوز

- أن يكون مفيدا للتعليل

حينئذ إذا وجدت هذه الشروط قال (وانتصَب) يعنى المفعول لأجله يكون منصوبا هل هو واجب النصب؟ نقول لا هذه الشروط مجوزة للنصب وليست موجبة للنصب بل يجوز مع توفر الشروط ووجودها يجوز النصب ويجوز الجر باللام الدالة على التعليل كـ (قمت) يعنى كقولك قمت (إجلالا) لهذا الحبر إجلالا هذا مصدر وهو قلبي واتحد مع عامله في الوقت يعنى القيام والإجلال في وقت واحد ليس مفترقين واتحدا في الفاعل الفاعل في الإجلال هو عينه الفاعل القيام وإجلالا هذا وقع معللا قمت لما؟ إجلالا لهذا الحبر

= حينئذ نقول (إجلالا) هذا منصوب على أنه مفعول لأجله ويجوز جره باللام وهذا يكون مجردا من ال والإضافة كما يأتي:

(وَزُرْتُ أَحْمَدَ ابْتِغَاءَ البِرّ) ِ, قل انظر إجلالا هذا غير مضاف وابتغاء البر هذا مضاف وبقي حالة واحدة وهي أن يكون (محلا بأل) ولذلك المفعول لأجله له ثلاثة أحوال:

-أن يكون مجردا من أل والإضافة كـ - إجلالا - هذا يجوز فيه الوجهان لكن النصب أرجح من الجر يجوز أن تقول قمت لإجلالٍ - باللام واللام هذه التعليل ويجوز إجلالا وهو أرجح.

-الثاني أن يكون محلا بأل حينئذ يكون العكس الأرجح هو الجر باللام (ضربت إبني التأديب) يعنى للتأديب يجوز الوجهان التأديب بالنصب على أنه مفعول لأجله و -للتأديب- جار ومجرور حينئذ نقول الثاني أرجح من الأول.

الثالث: أن يكون مضافا زرت أحمد ابتغاء البر هذا مضاف مضاف إليه وهو كذلك مصدر إلى آخر الشروط المتوفرة فيه حينئذ نقول يجوز فيه الوجهان على السواء يعنى لا يترجح أحدهما على الآخر يجوز أن تقول لابتغاء البر ويستوي معه ابتغاء البر كلاهما سيَّان إذن يترجح النصب فيما إذا كان مجردا من ال والإضافة ويترجح الجر فيما إذا كان محلا بأل ويستوي الأمران في المضاف إذن هذان مثالان لما ذكرهما الناظم رحمه الله تعالى.

باب المفعول معه:

يعنى الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل المصاحبة أي المذكور لبيان الذات التي فعل الفاعل الفعل بمصاحبتها عرفه في قوله وذكر الضوابط فيه:

وَهْوَ اسْمٌ انْتَصَبَ بَعْدَ وَاوِ ... مَعَيَّةٍ فِي قَوْلِ كُلِّ رَاوِي

نَحْوُ أَتَى الأَمِيرُ وَالجَيْشَ قُبَا ... وَسَارَ زَيدٌ وَالطَّرِيقَ هَارِبَا

(وهو) أي المفعول معه (اسم) صريح يعنى لا يقع مؤولا للصريح (فضلة) لابد أن يكون فضلة بل المنصوبات كلها فضلات انتصب إذن هو المنصوب وهنا الناظم أدخل الحكم في الحد وهو معيب عند أهل النظر كما يقال:

وعندهم من جملة المردود - - أن تذكر الأحكام في الحدود.

(انتصبَ) إذن باب المفعول معه المفعول معه منصوب على الأصل وناصبه الفعل المذكور قبله على رأي جمهور البصريين (انتصب بعد واو معية) إذن المفعول معه يقع بعد الواو وهذه الواو تفيد المعية وليس حسب المعية فقط وإنما أريد بها التنصيص على المعية لأن الواو التي هي لمطلق الجمع السابقة جاء زيد وعمر أما قلنا لا تدل على ترتيب ولا معية وإنما هي لمطلق الجمع وهي محتملة للمعية.

إذن الواو هنا للمعية لكنها على جهة (الاحتمال)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015