والتي ينصب المفعول معه بعدها إنما تكون نصا في المعية بمعنى أنها لا تحتمل إلا المعية ولذلك نقول بعد (واو واو معية) أريد بها التنصيص على المعية أما إذا كانت محتملة فلا يتعين بل يجوز الوجهان كما سيأتي.
(مسبوقة بفعل أو ما فيه حروفه ومعناه) يعنى أن تسبق هذه الواو بالفعل (سرت والنيل) النيل هذا اسم انتصب بعد واو معية أريد بها التنصيص على المعية سرت والنيلة وسبقت هذه الواو بماذا؟ بالفعل أو باسم فيه حروف الفعل ومعناه.
(أنا سائر والنيل) النيل بالموضعين نقول هذان مفعولان معه والناصب في الأول الفعل والناصب الثاني هو الوصف وليست الواو.
إذن (معية في قول كل راوي) هذا من إطلاق الكل وإرادة البعض إذن يشترط في المفعول معه أن يكون اسما والفعل المضارع مر معنا أنه ينصب بعد واو المعية لا تأكل السمك وتشرب اللبن هل تشرب هذا مفعول معه الجواب لا لماذا؟ لأن المفعول معه اصطلاح يخص به الاسم.
وأما الفعل المنصوب بعد واو ولو أريد بها التنصيص على المعية نقول هذا ليس مفعولا معه بل لابد من واو أريد بها النصب على المعية وأن يكون بعدها اسم فلو صرح بي معه نفسها جئتك مع طلوع الشمس نقول هذا ليس مفعولا معه لأن الواو غير موجودة.
نَحْوُ أَتَى الأَمِيرُ وَالجَيْشَ قُبَا ... وَسَارَ زَيدٌ وَالطَّرِيقَ هَارِبَا
أتى) فعل ماضي الأمير فاعل و (الجيش) الواو هذه واو المعية (الجيش) اسم فضلة انتصب بعد واو معية وسبقت بالفعل أتى إذن نقول هو مفعول معه منصوب ونصبه فتحة ظاهرة على آخره (قبا) هذا مفعول به لأتى (وسار زيد والطريق هاربا) سار زيد فعل وفاعل والطريق يعنى مع الطريق وكذلك السابق أي مع أفادت الواو التنصيص على المعية والطريق هنا يتعين النصب والجيش هذا يجوز فيه الرفع والنصب مثل هنا بمثالين ليبين لك أن المفعول معه بعد الواو قد يتعين النصب وقد يترجح.
يتعين النصب إذا كان لا يصح العطف وجب النصب - سار زيد والطريق هل يصح أن تقول سار زيد والطريق يسير مع زيد أو زيد فقط زيد إذن هنا وجب النصب.
(أتى الأمير والجيش) يجوز أن يأتي الجيش يجوز إذن يجوز فيه الوجهان كلما صح العطف على العامل جاز فيه الوجهان بمعنى أنه يجوز النصب على المعية ويجوز العطف أتى الأمير والجيش الواو حرف عطف والجيش معطوف على الأمير والمعطوف على المرفوع مرفوع يجوز الوجهان وإنما يترجح النصب إذن مثل بمثالين إشارة لأن المفعول معه قد يجوز تعاطفه كما في المثال الأول، وقد لا يجوز كما في المثال الثاني إذن الطريقة يتعين النصب "هاربا" هذا حال من زيد ومثل الثاني " استوى الماء والخشبة" على المثال المشهور.
المخفوظات من الأسماء:
الخَفْضُ بِالحَرْفِ وَبِالإِضَافَهْ ... كَمِثْلِ زُرْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَهْ
نَعَمْ وَبِالتَّبَعِيَّةِ الَّتِي خَلَتْ ... وَقُرِّرَتْ أَبْوَابُهَا وَفُصِّلَتْ
وَمَا يَلِي المُضَافَ بِالَّلامِ يَفِي ... تَقْدِيرُهُ بِمِنْ وَقِيْلَ أَوْ بِفِي
كَابْنِي اسْتَفَادَ خَاتَمَيْ نُضَارِ ... وَنَحْوُ مَكْرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
قال الناظم رحمه تعالى (المخفوضات من الأسماء) هذا النوع الثالث من أنواع الأسماء قال (مرفوعات الأسماء) (ومنصوبات الأسماء) ومخفوضات الأسماء والمقصود هو ما اشتمل على علم الخفض يعنى الكسرة وما ناب عنها كما قلنا في المرفوع والمنصوب المخفوضات من الأسماء.
(الخفض) من خصائص الأسماء فلا يوجد في الأفعال حينئذ قوله من الأسماء هذا لبيان الواقع ليس للاحتراز.
باب الإضافة
المخفوض: (1) إما أن يكون مخفوضا بحرف (2) وإما أن يكون مخفوضا بالمضاف على الصحيح فقيل الإضافة وقيل الحرف المقدر والصواب أنه المضاف قال هنا باب الإضافة أطلق المصدر وأراد اسم المفعول أي المضاف المطلق يعنى: ما يشمل المضاف والمضاف إليه.
الإضافة في اللغة: مطلق الإسناد.
وأما في الاصطلاح: فهي نسبة تقييدية بين اسمين توجب جر الثاني منهما (نسبة) أي ارتباط بين شيئين ومعاني النسبة يأتينا في شرح السُلَّم إن شاء الله تعالى.