(فالأولان) الذي هو (المفرد العلم والنكرة المقصودة) (ابنهما) على ما يرفعان به لو كان معربا (بالضم أو ما ينوب عنهما) بالضم وذلك فيما إذا كان مفردا وفيما إذا كان جمعا يعنى جمع تكسير (أو ما ينوب عنه) وهو الألف في المثنى يا رجلان وكذلك الواو في الجمع يا مسلمون مثلا حينئذ نقول الألف أو نقول المنادى هنا مبني على الألف لماذا؟ لأنه لو أعرب، لأعربَ رفعا بالألف يا زيدان يا زيدون الأول مبني على الألف والثاني مبني على الواو (أو ما ينوب عنه) عن الضم يعنى الضمير في (عن) يعود على الضم الألف في المثنى والواو في الجمع يا زيدان ويا زيدون ويا نوح ويا جبال يا ذا الفهم يعنى (يا صاحب الفهم) الفهم هو إدراك معاني الكلام (تقول يا شيخ) يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب و (شيخ) هذا منادى مبني على الضم في محل نصب وهو (نكرة مقصودة) إذا عينت الشيخ و (يا زهير) زهير هذا منادى مبني على الضم في محل نصب لأنه مفرد علم إذن يستحق المنادى البناء بأمرين:
إفراده، وتعريفه.
والمراد (بتعريفه) أن يكون مرادا به معين سواء كان معرفة قبل النداء كزيد أو معرفة بعد النداء بسبب القصد والإقبال عليه كرجل تريد به معين.
(وَالبَاقِي فَانْصِبَنَّهُ لاَ غَيْرُ) , الباقي ماهو الباقي؟ نكرة غير المقصودة والمضاف والشبيه بالمضاف (فانصبنّه) وجوبا بمعنى أنه يجب نصبه وفيكون النصب ظاهرا لا محلا والباقي يعنى الذي بقي بعد المفرد العلم وبعد النكرة المقصودة فانصبنه (لا غير) يعنى لا يجوز فيها غير النصب لا غير وليس غير غير حذف المضاف إليه ونوي معناه لا غير النصب.
وناصبه (الفعل المقدر) وقيل حرف نداء لسده مسد الفعل إذا قلت " يا طالعا جبلا " يا طالعا جبلا طالعا ما لناصب له؟ قيل ياء وقيل الفعل الذي ناب عنه ياء وكذلك " يا طالب علم " منصوب على أنه مضاف نصب ظاهر هنا وكذلك " يا غافلا "منصوب والنصب له أدعو وقيل ياء إذن هذا ما يتعلق بأنواع المنادى الخمسة اثنان مبنيان على الضم أو ما ينوب عنه وثلاثة تكون منصوبة ونصبها ظاهر.
باب المفعول لأجله
يقال لأجله ومن أجله والمفعول له يعنى له أسماء متعددة باب المفعول لأجله يعنى باب الشيء الذي فعل من أجله شيء آخر قال الناظم:
وَهْوَ الَّذِي جَاءَ بَيَانًا لِسَبَبْ ... كَيْنُونَةِ العَامِلِ فِيهِ وَانْتَصَبْ
كَقُمْتُ إِجْلاَلاً لِهَذَا الحِبْرِ وَزُرْتُ أَحْمَدَ ابْتِغَاءَ البِرِّ
عرف المفعول لأجله بقوله (وهو) أي المفعول لأجله (الذي) اسم منصوب وخبر مبتدأ هو مبتدأ الذي خبره الذي يصدق على ماذا؟ على المصدر يعنى لا يكون إلا اسما والاسم أعم من المصدر حينئذ نعينه بقولنا المصدر ولذلك عرفه ابن هشام بقوله:
(المصدر المعلل) إذن لا بد أن يكون مصدرا حينئذ (الذي) أي المصدر وإذا كان مصدرا حينئذ يكون اسما وإذا اشترطنا الاسمية حينئذ خرج الفعل فلا يكون الفعل مفعولا لأجله وخرج الحرف فلا يكون الحرف مفعولا لأجله حينئذ من علامات الأسماء أن يقع مفعولا لأجله هذه من علامات إذن (الذي) نقول المراد به المصدر فخرج الفعل والحرف فلا يقع كل منهما مفعولا لأجله الذي (جاء بيانا لسبب كينونة العامل فيه) (جاء) أي هذا المصدر يعنى ورد (بيانا لسبب كينونة العامل) يعنى المفعول له أو لأجله يأتي في الكلام ليبين السبب الحامل للفاعل على الفعل, قمت لما؟
ولذلك من ضوابطه أنه كما نقول بأن الحال ضابطها أن تقع جواب كيف؟
كذلك المفعول لأجله يقع جوابا لما؟ قمت لما؟ إجلالا إذن إجلالا بين السبب الذي من أجله فعل الفاعل القيام (جاء بيانا) بسبب كينونة العامل فيه لما وقع العامل فيه من أجل كذا؟ إذن هو مصدر معلم أراد بهذه الجملة أن يبين أن المصدر إنما جيء به للتعليل تعليل ماذا؟ فعل الفاعل لماذا قمت لماذا زرت إلى آخر ما يذكر (كينونة العامل فيه) إذن اشترط المصنف هنا شرطين الأول:
أن يكون المفعول لأجله مصدرا، فلو جاء غير مصدر حينئذ لا يصح نصبه على أنه مفعول لأجله جئتك السمن قالوا لا يصح السمن هذا ليس مصدرا حينئذ وجب جره جئتك بالسمن يعنى من أجل السمن علل المجيء هنا لأجل أخذ السمن، والسمن هذا ليس مصدرا حينئذ وجب ذكر اللام جئتك للسمن لأنه ليس مصدرا إذن أن يكون مصدرا فلا يصح جئتك السمن بل يجب جره باللام.