بقي شيء واحد وهو الحمل فعندهم وضع واستعمال وحمل, الوضع جعل اللفظ دليلا على المعنى, والاستعمال إطلاق اللفظ وإرادة المعنى هذا من صفات المتكلم والوضع من صفات الواضع بقي الحمل وهو من صفات المخاطب وهو اعتقاد السامع مراد المتكلم بكلامه هذه ثلاثة أشياء إذن المعرفة ما وضع ليستعمل في معين أعرف المعارف لفظ الجلالة في الإجماع "الله" أعرف المعارف وهذا محل وفاق بين أهل العلم نحاة وغيرهم ثم يأتي للرتبة بعدها هو قال خمسة أشياء وبعضهم زاد سادسا ثم يأتي بعد لفظ الجلالة الضمير يعنى أعرف المعارف بعد لفظ الجلالة ثم بعد الضمير يأتي الرتبة العلم ثم بعد العلم اسم الإشارة ثم المنصوب الاسم المنصوب ثم ذو الأداة المحلى بال ثم المضاف إلى واحد من هذه المعاني هذه خمسة على ما أراده المصنف جمعه مالك رحمه الله تعالى في قوله:
فمضمر أعرفها ثم العلم فذو إشارة فموصول متم فذو أداة فمنادى عينا فذو إضافة بها تبينا
يعنى اجعلها ستة وليست بخمسة والمشهور أنها خمسة والخلاف في النكرة المقصودة في باب النداء ومعين والصحيح أنه معرفة كما سيأتي في موضعه.
إذن هذه خمسة أنواع للمعرفة البحث هنا يتعلق بماذا؟ لأنه ذكره بعد النعت هل كل هذه المعاني ينعت بها وتقع نعتا أو تقع منعوتا هذه تختلف المعارف على ثلاثة أقسام:
الضمير لا ينعت ولا ينعت به يعنى لا يقع منعوتا ولا يقع نعتا هذا الضمير
العلم ينعت ولا ينعت به, العلم ينعت يعنى ....... 30:28جاء زيد الفاضل وصفت زيد لكن هل يصح أن تقول جاء الفاضل زيد على أن زيد هو نعت للفاضل لا يصح وهذا في أعلام البشر وأما في أسماء الله تعالى وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن ثلاثة أنواع فيصح أن ينعت بها على الصحيح, تم خلاف عند النحاة والصحيح ما ذكرناه لأن أعلام الله تعالى أوصاف وأعلام, يعنى هي أعلام من جهة وهي أوصاف من جهة أخرى فإذا وقعت نعتا حينئذ جاء النعت من جهة الوصفية لا من جهة العلمية ولذلك يختلفون في قوله بسم الله الرحمن, الرحمن هل هو نعت أم لا إذا قلنا القاعدة الأعلام لا ينعت بها حينئذ قالوا ليس بنعت بل هو بدل فيختلفون في هذا الموضع والصحيح أنه نعت لأن أعلام الرب تختلف عن أعلام البشر إذن العلم ينعت ولا ينعت به والبقية ماعدا المنادى فينعت بها وتنعت يعنى اسم الإشارة يصح أن ينعت وينعت به يصح هذا وذاك جاء هذا الفاضل, الفاضل نعت لاسم الإشارة جاء زيد هذا هذا نعت لزيد إذن اسم الإشارة ينعت وينعت به.
وَهْيَ الضَّمِيرُ ثُمَّ الاِسْمُ العَلَمُ ... فَذُو الأَدَاةِ ثُمَّ الاِسْمُ المُبْهَمُ
وَمَا إِلَى أَحَدِ هَذِي الأَرْبَعَهْ ... أُضِيفَ فَافْهَمِ المِثَالَ وَاتْبَعَهْ
نَحْوُ أَنَا وَهِنْدُ وَالغُلاَمُ ... وَذَاكَ وَابْنُ عَمِّنَا الهُمَامُ
عدها ثم مثل بأمثلة وهي أي أسماء أو الخمسة الأقسام للمعرفة الضمير وهذا اسمه عند البصريين عند الكوفيين يعبرون بالكناية ولذلك يأتي في بعض التفاسير هذا كناية عن كذا فيظن القاريء أنه كناية من باب المجاز وليس هذا المراد بل المراد أنه الضمير يعود إلى كلام, وَهْيَ الضَّمِيرُ الضمير فعيل بمعنى اسم مفعول يعنى مضمر مأخوذ من الخفاء والاستتار وحده ما دل على متكلم كأنا أو مخاطب كأنت أو غائب كهو ما يعنى لفظ اسم أو إن شئت قل معرفة دل على متكلم كأنا أنا يدل على متكلم إذن أنا وما كان في حكمه مما دل على المتكلم يعتبر ضميرا أو مخاطب كأنت أو غائب كهو, ثم يأتي بالرتبة بعده الاسم العلم لو قال العلم لكفى لأن العلم لا يكون إلا اسما حينئذ هذا التخصيص فيه تطويل والعلم في اللغة الجبل وبالاصطلاح ما دل على مسماه بلا قيد ما يعنى معرفة دل على مسماه بلا قيد اسم يعين المسمى مطلقا علمه مطلقا يعنى بلا قيد لأن المعارف سبق أنها ما وضع ليستعمل في معين إذن مدلولها كلها معين إذن لابد أن يكون المدلول معين هنا وضع أن يستعمل في معين لكن بلا قيد المعارف كلها إما أن يدل على مسمى بقيد أو بلا قيد ما كان بقيد: