وأما السببي فمن حالة أو أحوال الإفراد والتثنية والجمع يتعين له حالة واحدة وهي الإفراد يعنى يجب أن يكون مفردا ثم باعتبار التذكير والتأنيث يكون باعتبار المرفوع الذي بعده لا الذي قبله إذن من الخمسة المتبقية التي لم يذكرها الناظم نقل ليس له اختيار في الإفراد والتثنية والجمع بل يلزم حالة واحدة وهي الإفراد يعنى لا يثنى ولا يجمع وباعتبار التذكير والتأنيث لا يتبع المنعوت وإنما يتبع الاسم المرفوع الذي بعده ولذلك تقول "مررت برجل قائمة أمه" رجل هذا منعوت قائمة هو النعت تبعه في الخفض وتبعه في التعريف والتنكير رجل قائمة ماذا؟ باعتبار الإفراد لزم حالة واحدة وهي قائمة ثم باعتبار التأنيث تبع ما بعده مع كون المنعوت ماهو؟ نوعه مذكر لكن قائمة مؤنث لما أنث؟ لكون الاسم المرفوع الذي رفعه النعت مؤنثا حينئذ لم يتبع ما قبله وإنما تبع ما بعده "أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا",من القرية الظالم جاء في القرآن الظالم هذا نعت للقرية, القرية مؤنث والظالم مذكر لما ذكر النعت مع كون المنعوت مؤنثا نقول بالنظر لكون النعت هنا سببيا فباعتبار التذكير والتأنيث يتبع ما بعده إذن كَذَاكَ فِي التَّعْرِيفِ وِالتَّنْكِيرِ قصد الناظم هنا بهذه الأحوال الخمسة أن يجمع بين الحقيقي والسببي ثم يفترقان في مزيد على هذه الخمسة فالنعت إن كان حقيقيا تبع ما قبله في اثنين من الخمسة وإن كان سببيا لزم الإفراد ثم يكون التذكير والتأنيث باعتبار ما بعده كجاء زيد صاحب الأمير, جاء يعنى كقولك جاء زيد, زيد فاعل وصاحب الأمير نعت له, ما نوع النعت هنا؟ حقيقيا أو سببيا؟ لما السببي الرفع ما بعده لا لم يرفع ما بعده هذا النعت هنا يعتبر حقيقيا صاحب الأمير هو يعنى زيد, زيد معرفة بالعلمية وصاحب الأمير معرفة بالإضافة, زيد مرفوع وصاحب مرفوع مثله زيد معرفة وصاحب معرفة زيد هذا مذكر وصاحب كذلك مذكر, زيد مفرد وصاحب الأمير مفرد تبعه في أربعة من عشرة.

ثم قال الناظم رحمه الله تعالى: المعرفة والنكرة

لما ذكر التعريف والتنكير بكون النعت يطابق منعوته تعريفا وتنكيرا أراد أن يبين لنا المعارف وحقيقة النكرة, المعرفة والنكرة ينقسم الاسم باعتبار التعريف والتنكير على قول الجمهور إلى قسمين لا ثالث لهما إما معرفة وإما نكرة, كما أنه إما مذكر وإما مؤنث حينئذ إما معرفة وإما نكرة وهذا بالاستقراء والتتبع.

وَاعْلَمْ هُدِيْتَ الرُّشْدَ أَنَّ المَعْرِفَهْ ... خَمْسَةُ أَشْيَا عِنْدَ أَهْلِ المَعْرِفَهْ

واعلم الواو هذه للاستئناف البياني واعلم هذا أمر بالعلم بمعنى تعلم وهي كلمة يأتى بها إلى إشارة إلى ما يهتم به بعدما يذكر, هُدِيْتَ الرُّشْدَ جملة دعائية معترضة والرشد ضد الغي هديت يعنى هداه الله أَنَّ المَعْرِفَهْ ,المعرفة هنا ترادف العلم أن المعرفة أي جنس المعرفة لأنه أخبر عنها بخمسة وخمسة متعدد حينئذ المعرفة ليس واحد وإنما هو شيء مشترك ... 26:51.مشترك فال الحين تكون للجنس خمسة أشياء عند أي في حكم أهل المعرفة يعنى في حكم أهل العلم أي النحاة لأن هم الذين يبحثون في هذه المسألة إذن قسم لك المعرفة ولم يعرف لك المعرفة والصحيح أنه يذكر تعريف المعرفة أولا ثم بعد ذلك تعدد ويقال ماعدا هو النكرة.

المعرفة في اللغة مطلق الإدراك, مطلق الإدراك واصطلاحا ما وضع المستعمل في معين, ما أي اسم وضع ضمير يعود إلى ما ليستعمل في معين إذن له مدلول له مفهوم لكنه معين يعنى مخصص الوضع هو جعل اللفظ دليلا للمعنى ما وضع يعنى المعارف لا تكون إلا من جهة الوضع لسان عرب والوضع هو جعل اللفظ دليلا على المعنى يعنى جعل هذا اللفظ .... 27:57 هذا المعنى هذا من صنع العرب والاستعمال لقوله ليستعمل, الاستعمال هو إطلاق اللفظ وإرادة المعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015