تلك وتقرَّحت، من دون سائر جسده. ثم بعد ذلك، ينبت بدل تلك المواضع لحمٌ صحيحٌ، وجلدُ حَسَنٌ (?) .
فإن كان ذلك البَرَصُ حديثاً غير مستحكم، فربما كفى صاحبه أن يفعل ذلك مرةً واحدة. وربما لم يكفه (?) ، بل بعد نبات ذلك اللحم، يعاوده البَرَصُ ثانياً، ويكون أضعف من الأول؛ ثم إذا عاود تناول هذا الدواء، وتقرَّح مرةً أخرى؛ استمر لحمُهُ على الصحة، وذلك هو النابت بعد التقرُّح الثانى. وربما لم يكف ذلك، وأُحوج إلى مرةٍ ثالثةٍ، ورابعة، وذلك إذا كان البرص قوياً.
وربما لم ينجح هذا الدواء البتة، بل كلما سقط موضع البَرَصَ ثم عاد لحمٌ صحيح، عاد (?) البَرَصُ بعد مُدة؛ وذلك إذا كان البَرَصُ قد استحكم وقوى. وربما كان هذا التدبير (?) - حينئذٍ - مُزيداً فى البَرَصِ وذلك لأجل زيادة ضعف مواضعه وما يقرب منها، بتكرير التقرُّح.
فهذا ما جُرِّبَ فى أمر هذا الدواء فى البرص. ونقول: إن فعل آطِرِيلال هذا، سببه أن هذا الدواء مع حِدَّته وحرارته وتعفُّنه، هو شديدُ اللطافة، قوىُّ النفوذ - وقد بيَّنا ذلك فيما (?) سلف - وإذا تناوله الإنسانُ، نفذ بسرعةٍ وقوةٍ إلى ظاهر بدنه، فما كان من ظاهر بدنه سليماً، تحلَّل منه وخرج سريعاً، فلم يكن له هنا أثرٌ من تقرُّحٍ ونحوه؛ ولو بقى فى موضعٍ ما من المواضع السليمة مدةً