من الأتك لأنه لو لم يكن كذلك لكان يكون بياضه (?) قوياً كما فى الأتك لأن الموجب لزرقة الأسربِّ إنما هو الجزء (?) الأرضى الذى فيه، إذ لولا هذه الأرضية لكان يكون شديد البياض؛ لأجل ما فيه من المائية الجامدة؛ وذلك لأن الرصاص إنما يتم لونه، بالبرد المجمِّد للمائية، والبرد يفعل فى الرطوبة بياضاً، وفى اليبوسة سواداً. فكذلك البرد العارض ببعض مائيته، ولسواد أرضيته؛ فيكون فيه من السواد، بقدر الأرضية؛ ومن البياض، بقدر المائية.

ولما كان البياض فى الأتك أشدَّ منه فى الأسربِّ فلابد وأن تكون (?) المائية فى الأتك أزيد منها فى الأسربِّ. والأرضية فى الأسربِّ (?) أكثر منها فى الأتك. وكل جسم كثير المائية، فإن إحراقه إلى حدٍّ ما، يكون بحرارة أشد من الحرارة المحرقة للجسم الناقص المائية احتراقاً إلى ذلك الحد، فلذلك كان جعل الأتك سيلقونا (?) ، يُحتاج فيه إلى إحراقٍ أزيد، وإنما يكون ذلك بحرارة أشد وذلك - لامحالة - عَسِرٌ؛ فلذلك اقتُصِرَ على عمل السيلقون (?) من الأسربِّ وقد يُعمل من الأتك بل قد (?) يُعمل من الإِسْفِيدَاجِ. وذلك بأن يُحرق الإِسْفِيدَاجَ إلى حدٍّ تحدث (?) فيه الحمرة، وذلك بأن يُسحق الإِسْفِيدَاجَ ويُجعل فى قِدْرِ خزفٍ، ويوضع على الجمر، ولا يزال يُحرَّك إلى أن يصير لونه كلون الزرنيخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015