وأما النوع الثانى من آذان الفأر فالذى عُرف من أحواله، أنه يجفِّف تجفيفاً قوياً.
وأما النوع الثالث، فخاصِّيته، أن عصارته ومَضْغَهُ (?) ، كل واحدٍ منها شديدُ التقوية للإنعاظ (?) . وذلك إذا مُرِّخَ (?) بأحد هذين، الذكرَ والفَرْجَ والعَانَةَ وما يلى ذلك. حتى أن مَنْ لاينعظ (?) ، لا يكلِّفه كثرةً إذا فعل ذلك، وأنعظ (?) كثيراً، وقوى على الباه. وإذا فعل ذلك الشيوخُ الهرِمين (?) ، قووا على الباه. وإذا بطل نزو الفرس، مُرِّخَ (?) بذلك ما يقرب من قضيبه إلى عَجِزِه، فيعود إلى النزو.
وأما النوع الرابع، فإنه يسهل ويقيئ ويقتل الدود، وذلك لأجل حِدَّته وحِدَّة لبنه. وما كان نباته فى المواضع القليلة الماء، وفى البرارى؛ فإن ذلك يكون قوياً جداً - ولا كذلك، ما يكون بقرب المياه والبساتين - ويكاد ما ينبت فى البرِّية (?) ، أن يكون فى قوته، كأنما هو ذاته.
وجوهره لطيفٌ نَفَّاذٌ، ولذلك يُحمر الجلد الناعم إذا وُضع عليه، لأنه بلطافته، يسهل نفوذه؛ وبقوة حرارته، يجذب إلى العضو من الدَّم، ما يحمِّره.