قالوا لنبيهم: نريد -إن شاء الله تعالى- لتجعل أمر المطر إلينا ولا يجيء إلا في الوقت الذي نريده، فزجرهم عن ذلك فلم ينزجروا، وخوفهم فلم يرجعوا، فدعا الله سبحانه وتعالى لهم. ورد أمر المطر إليهم، فجعلوا يطلبونه في الأوقات التي يريد فيها فلا يكثرونه فيغرق الذرع ولا يبلونه فيهلك، فجاءت الغلات في تلك السنة كأحسن ما يكون من النبات وأعظمه وأكثره حملًا وديعًا، فقالوا له: أبصر لما دبرنا أمر المطر وجاء في أوقات الحاجة إليه، كيف جاءت الغلات.

وأعجبوا بفعلهم، فلما أدركت واستحصدت، أوحى الله تعالى إلى نبيه: أن مرهم أن يحصدوا زرعهم ويقسموها قسمين مفردين ففعلوا، فأوحى الله تعالى (?): أن يدقوها ففعلوا، فأوحى الله إليه: أن يرموا النار في أحد القسمين.

ففعلوا، فأمرهم أن يذروا القسم الآخر ففعلوا، فلم يخرج في القسم الذي ذروه حبًّا وصار كله نبتًا، فلما صار ذلك أوحي الله إليه أن يذروا القسم المحرق فذروا الرماد فخرج الحب من وسط الرماد أحسن ما يكون من الحنطة، فأوحى إليه: أن قل لهم: أنا الذي أنبت، وأخلي الزرع من الحب، وأخرج الحب من الرماد المحرق. أو كلام هذا معناه.

والباء في قوله: "بأن لا تمطروا" زائدة في خبر ليس، دخلت مؤكدًا للنفي ويجوز حذفها، تقول: ليس زيد قائمًا, وليس زيد بقائم.

وقد جاء في بعض النسخ "ولكن السنة بأن تمطروا" فأدخل الباء مع الإيجاب، وذلك شاذ في الاستعمال، فإن صحت الرواية بها فيكون قد حسن دخولها (?) لكن قد عطفت الجملة على الجملة الأولى، فأعاد الباء التي كانت في الأولى كما كانت، وحكى اللفظ الأول وهي فيه على أنها قد جاءت في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015