الموجب قليلاً وتأولوها معنى النفي، نحو قول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (?).

قال قوم: الباء زائدة للتأكيد.

وقال المحققون: ليست زائدة وإنما أدخلت هاهنا والكلام موجب بدخول "أوَ لم" في أوله لأن تقدير الكلام: أليس الله بقادر، فكان دخول "أوَ لم" في أوله إفادة معنى النفي بالاستفهام فجاز دخولها -والله أعلم.

وكذلك قد جاء في رواية "ولا تنبت" بالواو، وفي رواية "ثم لا تنبت" بثم، وإنما أدخل ثم لأن لون نزول المطر والإنبات زمانًا متراخيًا.

أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا من لا أتهم قال: حدثني إسحاق بن عبد الله، عن الأسود، عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المدينة بين عيني السماء عين بالشام وعين باليمن -وهي أقل الأرض مطرًا".

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا من لا أتهم قال: أخبرني زيد أو نوفل بن عبد الله الهاشمي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أسكنت أقل الأرض مطرا بين عيني السماء- يعني: عين الشام وعين اليمن-".

"العين": قد تقدم ذكر معناها وما قيل فيه، وأنها يراد بها هذه الجهة المشار إليها.

ويراد بها أيضًا: المطر الذي لا يقلع أياماً، يعني: أن المدينة من هاتين الجهتين الشامية واليمانية فالمطر يكثر بها. والله أعلم.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا من لا أتهم قال: أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015