عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينا أنا أنزع على بئر أستقي -قال الشافعي: يعني في النوم ورؤيا الأنبياء وحي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فجاء ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفيه ضعف والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فنزع حتى استحال في يده غربا، فضرب الناس بعطن، فلم أر عبقريًا يفري فريه".

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم.

فأما البخاري (?): فأخرجه عن سعيد بن عفير، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة.

وأما مسلم (?): فأخرجه عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة.

نزعت الدلو من البئر أنزعها: إذا استقيتها، وأصله من نزعت الشيء عن مكانه، وقد فسره في لفظ الخبر فقال: "بينا أنا أنزع على بئر أستقي" فأبدل أستقي من أنزع لأنه مفسرة لها وهي المرادة ولما أطلق الكلام في هذه الرواية ولم يقل: بينا أن نائم كما جاء في رواية البخاري ومسلم.

قال الشافعي: يعني في النوم. حتى بين أنه كان نائمًا، ثم أتبع ذلك بقوله: ورؤيا الأنبياء وحي، ليتبين أن هذا وإن كان رؤيا نوم فإنها في التحقيق كاليقظة، لأن رؤيا الأنبياء وحي.

والذنوب: الدلو إذا كانت ملأى ماء، ولا يقال لها وهي فارغة: ذنوب، وهي تؤنث وتذكر.

وقوله: "وفيه ضعف" أي: في استقائه، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعى له واستغفر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015