له فقال: "والله يغفر له" يعني -والله أعلم- لما قال: "وفيه ضعف" ربما أوهم هذا اللفظ قصورًا فيه ووضعا من حقه فقال: "والله يغفر له" أي: لا يضره ضعفه عن الاستسقاء.
واستحال الشيء إلى الشيء: أي: انقلب إليه، أي: تغير عما كان عليه.
والغرب: الدلو العظيمة، يريد: أنها كانت ذنوبًا فصارت غربًا، فإن الغرب أعظم من الذنوب.
والعطن: الموضع الذي تناخ فيه الإبل عند الماء إذا رويت، يقال: عطنت الإبل فهي عاطنة وعواطن: إذا شربت فبركت عند الحواظر لتعاد إلى الشرب مرة أخرى.
والمراد بقوله: "حتى ضرب الناس بعطن" أي: حتى رووا فأرووا إبلهم فأبركوها وضربوا لها عطنا.
والعبقري: الرجل الشديد، وفلان عبقري القوم أي: سيدهم وكبيرهم.
وقوله: "يفري فريه" يريد: يعمل عمله، فرى يفري: إذا قطع، تقول العرب: فلان يفري الفرى: إذا عمل العمل وأجاده.
وهذا الحديث أريه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثلًا لأيام خلافة أبي بكر وعمر، وأن أبا بكر قصرت مدة خلافته ولم يفرغ من قتال أهل الردة لافتتاح الأمصار إلا قليلاً، حتى إنه توفي والمسلمون يحاصرون دمشق، وأن عمر طالت مدة خلافته حتى تيسرت له الفتوح، وأفاء الله عليه الغنائم وكنوز الأكاسرة، فشبه الري وضرب العطن بذلك. والله أعلم.