القياس أنه كله سواء، ولكنه بلغنا أن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - -سمى جابرا أو غيره- كره الطافي، فاتبعنا فيه الأثر، قلنا: لو كنت تتبع الآثار والسنن حتى تفرق بين المجتمع منها بالاتباع حمدناك، ولكنك تتركها ثابتة لا مخالف عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتأخذ -زعمت- برواية عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كره الطافي، وقد أكل أبو أيوب سمكًا طافيًا وهو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه زعمت القياس وزعمنا السنة. والله أعلم.
وأخرج المزني (?): عن الشافعي، عن سفيان قال: حدثنا أبو يعفور العبدي قال: أتيت ابن أبي أوفى فسألته عن أكل الجراد؟ فقال: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ست غزوات أو سبع غزوات، وكنا نأكل الجراد.
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري (?) ومسلم (?).
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحلت لنا ميتتان ودمان، الميتتان: الحوت والجراد، والدمان -أحسبه- قال: الكبد والطحال".
هكذا رواه إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمن وعبد الله وأسامة ابني زيد بن أسلم، عن أبيهم مرفوعًا.
ورواه سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر موقوفًا (?).
أما قوله: "الميتتان: الحوت والجراد" فقد تقدم ذكر ذلك في حديث جعفر بن محمد.