الدور، فقال حيٌّ من بني زهرة -يقال لهم: بنو عبد بن زهرة-: نكب عنا ابن أم عبد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فَلِمَ ابتعثني الله إذن؟ [إن الله] (?) لا يقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيهم حقه".

نكّب عن الشيء يتنكّبه: إذا عَدَل عنه، ونَكَّبَهُ تنكيبًا: أي عدل عنه واعتزله، وتنكبه: أي تجنبه.

والابتعاث: افتعال من البعث، يريد: فلأي شيء أرسلني الله حينئذٍ؟

والتقديس: التطهير، أي: إن الله لا يطهر قومًا لا يُؤخذ للضعيف فيهم حقه من القوي.

ومعنى "نكِّب عنا ابن أم عبد" أي اصرفه عنا وجنبه منا، وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود، كأنهم كرهوا قربه منهم ومجاورته لهم.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقدس أمة ... " الحديث.

أي إن خفتم شره وأذى مجاورته؛ فإنني آخذ للضعيف من القوي حقه.

والله أعلم.

ويجوز أن يكون التقدير: نَكّب عنا يَا ابْنَ أم عبد، كأنهم قد أمروه باجتنابهم والبعد عنهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقدس قومًا لا يؤخذ فيهم للضعيف حقه" يريد أن ابن مسعود هو الضعيف وهذا حقه فَلِمَ تأمرونه أن ينكب عنكم؟

فيكون قوله: "نكّب" على التقدير الأول سؤالاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى الثاني أمرًا لابن مسعود، ويكون ابن أم عبد على الأول مفعولاً لنكب، وعلى الثاني منادى محذوف منه حرف النداء، والله أعلم.

ثم أردف الشافعي هذا الحديث بحديث رواه عن عروة وهو:

أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا ابن عيينة، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015