يرفعه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورواه غيره عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وفيه من الزيادة: "في غير حق مسلم".

قال الشافعي: ولا يترك ذمي يحييه؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلها لمن أحياها من المسلمين.

وأخبرنا الربيع قال: قال الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سفيان، عن طاوس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحيا مَواتًا من الأرض فهو له، وعادي الأرض لله ولرسوله ثم لكم مني".

هكذا جاء في المسند، وقد رواه في القديم عن سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس.

ورواه أيضًا ابن طاوس، عن أبيه.

قوله: "عادي الأرض" يريد بها الأرض غير المملوكة الآن، وإن كان قد تقدم ملكها ومضت عليه الأزمان، فليس ذلك مختصًّا بقوم عادٍ، وإذا كان مثل ذلك فلا يُعْلم المالك.

وقوله: "لله ولرسوله" أي: إن الأرض مختصة بالله وبرسوله.

وقوله: "ثم هي لكم مني" أي إن إذني لكم في تمليكها بالإحياء بمنزلة العطية مني، فأنا الذي أعطيتكم إياها.

قال الشافعي: ففي هذين الحديثين وغيرهما الدلالة على أن الموات ليس ملكًا لأحدٍ بعينه، وأن من أحيا مواتًا من المسلمين فهي له، وأن الإحياء ليس هو بالنزول ولا ما أشبهه، وأن الإحياء الذي يعرفه الناس هو العمارة، ثم ذكر هذا الحديث وهو:

أخبرنا الربيع، قال الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا ابن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة قال: "لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أقطع الناس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015