قال الشافعي: وقد ذهب عطاء مذهبًا يشبه أن يكون أراد أنه يجزئ عنه؛ أن يتطوع بكل نسك من حج أو عمرة أو عملهما، مطيقاً له وغير مطيق، وذلك أن ابن عيينة أخبرنا عن يزيد -مولى عطاء- قال: ربما أمرني عطاء أن أطوف عنه.
قال الشافعي: وقولنا لا يعمل أحد عن أحد إلا والمعمول عنه غير مطيق العمل، بكبر أو مرض لا يرجى أن يطيق بحال أو بعد موته، وهذا أشبه بالسنة.
أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء: "سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقول: لبيك عن فلان، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن كنت حججت فلب عنه، وإلا فاحجج عن نفسك ثم احجج عنه".
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا سفيان، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: "سمع ابن عباس رجلاً قال: لبيك عن شبرمة، فقال ابن عباس: ويحك، وما شبرمة، قال: فذكر قرابة له، فقال: أحججت عن نفسك؟. قال: لا، قال: فاحجج عن نفسك ثم احجج عن شبرمة".
هذا الحديث هكذا جاء في المسند رواية مرسلة، عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخرى عن ابن عباس موقوفًا عليه والحديث فيه اختلاف.
وقد أخرجه أبو داود (?): عن إسحاق بن إسماعيل وهناد بن السري، عن عبدة بن سليمان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن عزرة -هو ابن عبد الرحمن الخزاعي- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً يقول: لبيك عن شبرمة، قال: من شبرمة؟. قال: أخ لي -أو قريب لي- قال: أحججت عن نفسك؟ قال: لا، قال: فاحجج عن نفسك ثم حج عن شبرمة".