"الصبا": إحدى الرياح الأربع الصبا والدبور مقابلها، والشمال والجنوب مقابلها، ويقال للصبا: القبول أيضاً.

قال الجوهري: مهب الصبا المستوي أن يهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار، وتقول منه: صبت تصبوا صبوا.

"والشمال": الريح التي تهب من ناحية القطب يعني الجدي، لأنها تأتي من جهة الشمال، والجمع: شمالات -بالفتح- وشمائل على غير قياس.

"والدبور": التي تقابل الصبا.

"والجنوب": التي تقابله لأنها تأتي من جهة الجنوب.

وقال القتبي: الشمال تأتي من ناحية الشام عن يمينك إذا استقبلت قبلة العراق وهي إذا كانت في الصيف حارة بارح والجمع بوارح والجنوب يقابلها.

والصبا: تأتي من مطلع الشمس وهي القبول، والدبور تقابلها وكل ريح جاءت من مهبي ريحين فهي نكاء.

وأما نصرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصبا: فيريد ما أنعم الله به في غزوة الخندق على المسلمين، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون يومئذٍ في شدة وضيق، وتجمعت المشركون لقتاله وقائدهم يومئذ أبو سفيان بن حرب بن أمية، فبعث الله على المشركين ريحًا باردة في ليالٍ شاتية شديدة البرد وكانت ريح الصبا، فأطفأت النيران، وقلعت الأوتاد والأطناب، وألقت المضارب والأخبية، ألقى الله -عز وجل- في قلوبهم الرعب فانهزموا من غير قتالٍ ليلاً.

وقد ثبت عن مجاهد وسعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور" (?).

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015