سليمان، عن المنهال بن عمرو [عن] (?) قيس بن سكن (?) عن عبد الله بن مسعود قال: "إن الله -عز وجل- يرسل الرياح فتحمل الماء من السماء، ثم تمر في السحاب حتى تدر كما تدر اللقحة ثم تمطروا".

ورواه (?) أبو عوانة، عن سليمان الأعمش إلا أنه قال؛ فتمر في السحاب وزاد: ثم يبعث من السماء أمثال الغزالي، فتضربه الرياح فينزل متفرقًا، قال: ذلك في قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} (?).

"در السحاب" يدُر -بضم الدال-: إذا امتطر، وكذلك الضرع إذا جرى منه اللبن، واللبن يقال له: الدر أيضًا.

"فاللقحة" -بكسر اللام وفتحها-: الناقة اللقوح وهي الحلوب.

قال أبو عمرو: إذا أنتجت الناقة فهي لقوح شهرين أو ثلاثة. ثم هي لبون.

والعرب تزعم أن الدبور تزعج السحاب وتشخصه في الهواء ثم تسوقه، فإذا علا كسفت عنه واستقبلته الصبا فجعلت بعضه على بعض حتى يصير كثيفًا، والجنوب يلحق روادفه به، والشمال يمرق السحاب، وهذا من أحاديث العرب المنقولة عنهم ولعل ذلك غير مطرد ولا مستمر.

قال الشافعي: وبلغني أن قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هبت جنوب إلا أسالت واديًا".

قال الشافعي: يعني أن الله خلقها تهب بشرى بين يدي رحمته من المطر.

وقد أخرج الشافعي قال: أخبرنا من لا أتهم قال: حدثني إسحاق بن عبد الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015