وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا من لا أتهم قال: أخبرنا محمد بن زيد بن المهاجر، عن صالح بن عبد الله بن الزبير أن كعبًا قال له -وهو يعمل زندًا بمكة: "اشدد وأوثق فإنا نجد في الكتب أن السيول تستعظم في آخر الزمان".
هذا كعب المشار إليه هو: كعب الأحبار فإنه كان عارفًا بالكتب الأولى.
وقوله: "إنا نجد في الكتب" يريد التوراة والإنجيل، والكتب المتقدمة الناطقة بذكر الأمم الخالية وما أنذروا به فيها، فإن كعبًا كثيراً ما كان يخبر عن التوراة وغيرها من الأخبار السالفة، مما لم تكن العرب تعرفه ولا وقفت عليه.
وأما الزند: فالذي جاء كتاب المسند -فيما وقفت عليه- بالزاى والنون (?)، والذي جاء في كتاب الحافظ أبي موسى المديني الأصفهاني رحمه الله الذي جمع فيه ما فات أبا عبيد الهروي من غريب القرآن والحديث، في كتاب "الجمع بين الغرييين" قال الحافظ أبو موسى في باب الراء المهملة والباء تحتها نقطة، في حديث صالح بن عبد الله بن الزبير أنه كان يعمل ربدًا بمكة، الربد: الطين والرباد: الطيان بلغة اليمن، وقيل: بالزاي والنون وهو بالراء والباء من الربد وهو الحبس لأنه يحبس الماء. تم كلام الحافظ أبي موسى رحمه الله.
وقوله: "اشدد وأوثق" يأمره بالاحكام والإتقان خوفًا من كثرة السيول لئلا تهدمه.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جده قال: "جاء مكة مرة سيل طبق بين الجبلين".
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري (?): عن علي بن عبد الله، عن سفيان بالإسناد قال: جاء سيل فكسا ما بين الجبلين، قال سفيان: ويقول إن هذا