2- أدلة الحسن والجمال.
3- أدلة الغاية والقصد.
وهذه أدلة تجعل الإنسان يؤمن بلا تردد رؤيته لها ونظره فيها.
وقد حث الله الإنسان على النظر إلى النفس، فقال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} 1 ليروا فيها دلالة اضحة على وجود الصانع وحكمته وتدبيره، ويكفي أن ينظر الإنسان إلى نفسه ليرى -كما قال الزمخشري- في ابتدائها وتنقلها من حال إلى حال، وفي بواطنها وظواهرها، عجائب الفطر وبدائع الخلق، وحسبك بالقلوب وما ركز فيها من العقول، وخصت به من أصناف المعاني، وبالألسن، والنطق، ومخارج الحروف، وما في تركيبها وترتيبها ولطائفها من الآيات الساطعة، والبينات القاطعة، على حكمة المدبر، دع الأسماع، والأبصار، والأطراف، وسائر الجوارح، وتأتيها لما خلقت له، وما في الأعضاء من المفاصل للانعطاف والتثني، فإنه إذا جسا شيء منها جاء العجز، وإذا استرخى أناخ الذل2.
وكما يجب النظر إلى النفس، فإن هناك العالم الفسيح المملوء بالآيات البينات والعجائب الرائعة التي يجب النظر فيها، يقول تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} .
إن الداعية وهو يلازم الدعوة عليه أن يفكر في هذا، وفي غيره؛ ليؤمن الإيمان الواجب، ويعلم من غير تردد حق الله الذي آمن به فيؤديه.
وقد حصر الله سبب خلقه للجن والإنس في أداء هذا الحق، فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} .