لا هم إن العبد يمنع ... رحلة فامنع حلا لك
لا يغلبن صليبهم ... ومجالهم عدوا مجالك
إن كنت تاركهم وقبلـ ... ـتنا فأمر ما بدا لك
ولما حدثت المناقشات بين أبرهة وعبد المطلب، وقال أبرهة متسائلا: تسألني عن الإبل، وتترك البيت الذي هو دينك ودين آبائك، أجاب عبد المطلب: أما الإبل فهي لي، وأما البيت فله رب يحميه1، ولم يرد ذكر للأصنام في حوار عبد المطلب وأبرهة.
وقد كان العرب يذبحون وينحرون ويتقربون إلى الأصنام، وهم مع ذلك عارفون بفضل الكعبة ورب الكعبة، يقول أوس بن حجر:
وباللات والعزى ومَن دان دونها ... وبالله إن الله منهن أكبر2
يرى "ورنركاس" أن الله هو الإله الذي كان فوق آلهة القبائل جميعا؛ ولهذا ذكره شعراء مختلف القبائل؛ لأنه لا يختص بقبيلة واحدة3، فهذا أمرؤ القيس في معلقته يقسم بالله فيقول:
فقالت يمين الله ما لك حيلة ... وما أن أرى عنك الغواية تنجلي
ونراه يذكر الله بالحمد فيقول:
أرى إبلي والحمد لله أصبحت ... ثقالا إذا ما استلهمتها صعودها
ويقول عبيد بن الأبرص:
حلفت بالله أن الله ذو نعم ... لمن يشاء وذو عفو وتصفاح4
ويقول زهير بن أبي سلمى:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب