والأحزاب، وتبوك، وأخذت أتصور المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يواجهون الطواغيت وهم يعملون للقضاء على الإسلام وتضليل المسلمين.

وسرح خاطري بعد ذلك إلى واقع المسلمين المعاصر، ورأيت ما فيه من تباعد عن المجتمع الإسلامي الذي رباه محمد صلى الله عليه وسلم، وقلت متسائلا:

- لِمَ كل هذا التباعد الذي ألحقه المسلمون بأنفسهم؟!

- وما أسباب هذا التباعد؟!

- وهل من عودة مرة أخرى إلى حيوية الإسلام، وعظمة الحياة فيه؟!

- ألم يتأكد المسلمون من فشل كافة السبل اللاإسلامية؟

- وهل يتصور المسلمون نصرهم في غير الإسلام وهم مسلمون؟!

- وهل يضع مجد الإسلام غير المسلمين؟!

- ما هي العراقيل؟ وكيف نتغلب عليها؟!

- ومن الإسلام في عالم اليوم؟!

وهكذا:

عشت الإسلام كله، ونظرت أمامي إلى قبر حبيبي وسيدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ودعوت الله أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين الجزاء الأوفَى.

وعشت مع المسلمين ودعوت لهم بالفوز والفلاح..

وفي هذه اللحظات عشت السيرة كلها، بأحدائها، وحركتها، وقيمتها، وقيمها.. وتأكدت أن أملي القديم ضرورة نفسية تسرني وتسعدني.

وهو في الوقت نفسه ضرورة إيمانية؛ لأن العصر الأول -سيرة ودعوة- هو منهج الإسلام وعبرة التاريخ للمؤمنين..

كما أنه ضرورة الاجتماعية يحتاجها الناس في وقت تتنازع فيه المذاهب، وتكثر المعارضات، وتشتد الحاجة إلى العلم والمعرفة بالإسلام؛ لأن به وَحْدَة النصر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015