وتحميهم .. لكن بيوت الأنصار قد امتلأت .. والهاربون والمطاردون قد كثروا .. نظر -صلى الله عليه وسلم- إليهم .. تأملهم .. تأمل أبيات الأنصار الممتلئة .. وتأمل فقره وفقرهم .. نظر-صلى الله عليه وسلم- إلى مسجده فجعله دار من ليس له دار .. ومأوى من ليس له مأوى .. فبنى ذلك الجدار داخل المسجد (?) .. فأصبح هناك حجرة (صفة) متواضعة .. تدافع القادمون إليها .. وعاش في تلك الصفة رجال يبيت معهم الفقر حيث باتوا .. يمسى بينهم ويصبح كظلهم .. يأكل ولا يأكلون .. ويشرب ولا يشربون .. عاشوا فيها أيامًا ليست كالأيام .. وميزهم الفقر بلقب كالفقر هو:

أهل الصفة

هم الذين فضلوا جوار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رغم العوز على أن يعيشوا عيشةً أيسر بجوار طاغية أو صنم .. يصفهم أحد الصحابة فيقول:

(أهل الصفة أضياف الإِسلام .. لا يأوون على أهل ولا مال) (?) ويقول أحد الذين شاهدوهم:

(كان أصحاب الصفة الفقراء) (?) لا يملكون شيئًا .. غرباء لا يعرفون أحدًا .. هذا هو أحد الفقراء .. أحد الذين عاشوا تلك المعاناة ودلفوا إلى تلك الصفة .. غريب اسمه طلحة بن عمرو رضى الله عنه يقول:

(كان الرجل إذا قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان له بالمدينة عريف نزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015