يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (?) .. إلى ما ضلت عنه اليهود وضل عنه النصارى ..

كانت تلك الأحداث بعد منتصف شهر رجب من السنة الثانية من الهجرة .. وبعد عودة سَريَّة عبد الله بن جحش .. حدثنا بذلك سعد بن أبي وقاص ربما بعد أن وجد بعيره .. يقول رضي الله عنه (صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ست عشر شهرًا .. ثم حول بعد ذلك قبل المسجد الحرام قبل بدر بشهرين) (?).

إذًا فالنخل الذي كان في قبلة المسجد أصبح في مؤخرة المسجد وبما أن المسجد كان (مبنيًا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل) فيكون المسجد كله مسقوفًا .. وبناء جدار في قبلته السابقة -مؤخرته الآن- أو بناء جدار في أحد زواياه قد يفى بحاجةٍ ماسةٍ تحطم القلب وتدمع لها العين .. حاجة تطل من منافذ المدينة كل يوم .. كل يوم حيث يتهادى إلى المدينة مهاجر أو مهاجرون .. بعضهم ضاق بقومه .. والبعض ضاق به قومه وضيقوا عليه وسلبوا كل شئ لديه .. أو دفع كل شئ ثمنًا لهذا الهروب الحبيب .. دون مال يأتون .. البعض حفاة .. وبعضهم أشباه عراة .. وأحضان المدينة والأنصار تضمهم .. وهذه الدولة الصغيرة تستقبلهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015