عليه، وإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة .. وكنت فيمن نزل الصفة) (?) .. لكن ماذا عن شعور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحو هؤلاء الضعفاء بعد أن بنى لهم تلك الصفة هل تخلى عنهم؟ .. يواصل طلحة حديثه فيقول:

(وكنت فيمن نزل الصفة فوافقت رجلًا وكان يجري علينا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل يوم مد من تمر بين رجلين) (?) لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يجد لهم أكثر من مدٍ للاثنين معًا .. نصف مدٍ يملأ الكف الواحدة هو طعام الرجل من أهل الصفة من الليل إلى الليل .. نصف مد للرجل الواحد يومه وليلته .. وقد يأكل الرجل منهم وقد يأكلون جميعًا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يجد ما يأكله، وقد لا يجدون ولا يجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يأكله .. يقول أحد الصحابة:

(أهل الصفة أضياف الإِسلام لا يأوون على أهل ولا مال .. إذا أتته -صلى الله عليه وسلم- صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئًا .. وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها) (?).

إذًا فنصف المد لم يكن متوفرًا يوميًا بل ربما مر يوم أو يومان والانتظار يحرق أهل الصفة .. ينظر بعضهم إلى بعض .. وينظرون إلى باب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015