بدء المعركة:
وابتدأت المعركة بالمبارزات الفردية، وقبل المبارزة والقتال، خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومى، يريد هدم حوض ماء المسلمين، فقال: «أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه» وتصدى له حمزة - رضي الله عنه -، وضربه ضربة أطارت قدمه بنصف ساقه، ثم حبا إلى الحوض مضرجاً بدمائه ليبر قسمه، واتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض» (?).
خرج للمبارزة ثلاثة من فرسان قريش، وهم عتبة بن ربيعة، وشيبة أخوه، والوليد بن عتبة، فخرج إليهم شباب من الأنصار، فلم يقبلوا بغير بنى عمومتهم من المهاجرين، فأمر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حمزة، وعبيدة بن الحارث، وعلياً بمبارزتهم، وقد قتل حمزة عتبة، وقتل علىُّ شيبة، وأما عبيدة فقد تصدى للوليد بن عتبة، وجرح كل واحد صاحبه، فأعان حمزة وعلى عبيدة على قتل الوليد، واحتملا عبيدة إلى معسكر المسلمين (?).
أثرت – لا شك - هذه البداية السيئة على المشركين، وألقت في قلوبهم، بظلال قاتمة النتيجة، وَخِيمَةِ العاقبة، في الوقت الذى بدأ المسلمون معركتهم، وهم في أعلى درجات القوة الإيمانية، والاستبشار بالنصر وحسن العاقبة.
جعلت هذه البداية قريشاً تبدأ بالهجوم على المسلمين، فردوهم بالرمى بالنبل منفذين أوامر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم بدأ الالتحام والقتال، وحمى الوطيس، وأخذ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كفاً من حصى،