سلام (?) ولكن من طريق الزهري (?) موقوفة عليه، وقد وردت الصحيفة ذاتها من رواية الزهري أيضاً، في كتاب الأموال (?) لابن زنجويه (?).
أما صحة الوثيقة، فلا شك أنها تصلح أساساً للدراسة التاريخية؛ التى لاتتطلب عادة تلك الشروط العالية، من صحة الإسناد التى لابد أن تتوفر فيها، للاستدلال على الأحكام التشريعية، وقد ذكرنا صلاحيتها لذلك، للأسباب الآتية:
1 - أنها وردت من طرق كثيرة، تتضافر في إكسابها القوة، والزهري علم من رواد كتاب السيرة، وهو من أوثق أهل العلم والرواية.
2 - أن أهم كتب السيرة والتاريخ، ذكرت موادعة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لليهود، وأنهم جميعهم - أي: القبائل الكبيرة المعلومة في التاريخ - هي التي نقضت عهودها، وإلا ما معنى أن ترد الروايات التاريخية، المدعومة بالقرآن الكريم في مهاجمتهم، وإخراجهم من المدينة المنورة، وما ذلك إلا لسبق العهود القوية، التي نقضوها مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما ذكرت الروايات كتابتها - أيضاً - بين المهاجرين والأنصار.