والبرهان، وسيكون البحث مع مدعي الحياء والأدب منهم، وإن اعتقد الباحث أنهم لا يفرقون عن غيرهم شيئاً، إلا أنهم صاغوا ما يريدون من أبحاث الظلمات بطريقة حاولوا فيها إلباسها ثوب العلم مع البعد عن طريقة الشتم والسب والقذف.
نعود إلى كلام ابن القيم حيث يقول:
فالصبر: يحمله على الاحتمال، وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة.
والعفة: تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل الظاهر والباطن، وتحمله على الحياء، وهو رأس كل خير، وتمنعه من الفحشاء، البخل والكذب، والغِيبَة والنميمة.
والشجاعة: تحمله على عزة النفس، وإيثار معالي الأخلاق، وعلى البذل والندى، الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وتحمله على كظم الغيظ والحلم؛ فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنانها، وبكبحها بلجامها عن الترف والبطش، كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) وهو حقيقة الشجاعة، وهي ملكة يقتدر بها العبد على قهر خصمه.
والعدل: يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط، فيحمله على خلق الجود والسخاء الذي هو توسط بين الذل والقِحَة، وعلى خلق الشجاعة الذي هو التوسط بين الجبن والتهور، وعلى خلق الحلم الذي هو
توسط بين الغضب والمهانة وسقوط النفس.
فمنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة.