علاقته بغيره على نحو تحقيق الغاية من وجوده في هذا العالم على أكمل وجه." (?)
يظهر هذا التعريف شمول الأخلاق في نظر الإسلام، وكذلك كونها في منظور متكامل بين مصدرها، وطبيعتها ومغزاها الاجتماعي وغايتها، وهو ما يجعل النظام الإسلامي متميزاً بهذين الطابعين:
الأول: طابع إلهى من حيث أنها مراد الله، إذ أنه يجب أن يتبع الإنسان في هذه الحياة، أوامر لله ومراده في خلقه، لذلك جاء الوحي بصورة هذا النظام.
الثاني: طابع إنساني من حيث يتضمن المبادئ العامة في بعض نواحيه، وللإنسان دوره في تحديد واجباته الخاصة، والتعرف على طبيعة مظاهر السلوك الإنساني المعبرة عن القيم، لذا تعد الأخلاق روح الإسلام، حيث يقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (البر حسن الخلق) (?).
ولا بأس هنا أن نذكر أحد علماء المسلمين الذين ربطوا الأخلاق بقضية الإيمان، وما ينبثق عنه، وهو ابن تيمية أحمد بن عبد الحليم الحراني الذي سلك مسلكاً في تحديد مفهوم الأخلاق يعتبر جديداً إلى حد ما في الفكر الإسلامي، كما بين ذلك صاحب " النظرية الخلقية عند ابن تيمية" حيث يقول ما ملخصه: إن ابن تيمية كان أوفى، وأكمل وأكثر نضجاً ممن سبقه من علماء المسلمين، أو غيرهم في هذا المضمار، وذلك لأن التصور النظري للأخلاق لدى هؤلاء جميعاً فيه من الثغرات، وعليه من المآخذ ما يجعل من هذا التصور فكرة ناقصة، بل عاجزة عن تحقيق الكمال الإنساني، فعند ابن تيمية نرى الارتباط الوثيق بين مفهوم الأخلاق، ومفهوم الإيمان الذي حدده الإسلام، وما ينبثق عنه من نظام في