بطول حياته وعرضها أن يدحضه، وهي دعوى نبوة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
كان رد أصحاب المدرسة الأولى مع ذلك قويًا (?).
أما أصحاب مدرسة التدقيق في قبول الروايات فيكفيهم ذلك الصحيح، وإن كانوا يعتقدون بوقوع إرهاصات عمومًا تمهيدًا لمجيء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ لأن تلك سنة الله تعالى في إرسال رسله، ثم هم يؤمنون بمحمد نبيًا ورسولاً بما لا يحتاج معه إلى تأكيد.
ومعركتنا العقلية والعلمية إذاً والتي سنطيل القول فيها، هي مع العقلانيين
- زعموا - ومتبوعيهم من المستشرقين لتبين الأساس الحق لهذه القضايا عمومًا.
زعم الشيخ محمد الغزالي، وهو مؤمن بالرسالة والوحي الإلهي لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن محمدًا ولد بمكة ولادة معتادة، لم يقع فيها ما يستدعي العجب أو يستلفت النظر.
وقال أيضاً: (وقد روى البعض أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة ... إلخ).
(وهذا تعبير غلط عن فكرة صحيحة، فإن ميلاد محمد كان حقًا إيذانًا بزوال الظلم واندثار عهده واندكاك معالمه).
(ورسالته أخطر ثورة عرفها العالم للتحرر العقلي والمادي).
(ومحمد غنى عن هذا كله، فإن نصيبه الضخم من الواقع المشرف يزهدنا في هذه الروايات وأشباهها). (?)