كسرى وسقوط أربع عشر شرفة من شرفاته، وخمود نيران المجوس، وغيض بحيرة ساوة. وهذه هي الأخبار الضعيفة والموضوعة مع الخلاف في صحة بعضها.
أما ما احتف بمولده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من صحيح الأخبار وحسنها، فمنها قوله هو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، رأت أمي حين حملت بي كأن نورًا خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام».
وإخبار يهود بليلة مولده وكذلك قصة الفيل توطئة وإرهاصًا لظهوره، حيث دفع الله تعالى نصارى الحبشة عن الكعبة دون حول من العرب المشركين تعظيمًا لبيته (?).
بقى النظر وتحليل هذه الأخبار ..
ذهب أصحاب المدرسة الإسلامية الأولى إلى ورود وصحة بعض هذه الروايات، خاصة بسبب وقوع الاجتهاد في التصحيح والتضعيف مع أصحاب المدرسة الإسلامية الثانية، مما جعلهم يحتجون بهذه الروايات على المستشرقين، خاصة وأن المستشرقين يعتمدون نفس المصادر، ومن ثم تجاهل "وات":
أولاً: هذه الأخبار كلها، وليس له من دوافع إلا أنه لا يمكن أن ينكر مصادره التي يتكأ عليها في أبحاثه.
ثانيًا: أنه أعتمد المنهج الانتقائي فما يشعر من بعيد أنه يؤيد دعواه - ولو كان غير صحيح - يذكره ويبني عليه قصصه الكوميدية والتراجيدية، كتفسير آيات سورة النجم، وما ينكر دعواه ويغلق قضيته إما أن يتعامى عنه أو يشكك في صحته، ومن هذا تلك الإرهاصات عند ولادته الشريفة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأنه بإثباتها يثبت ما سعى حثيثًا في كل أبحاثه، بل