وهذا الملخص هو اعتقاد الشيخ في هذه القضايا وأشباهها، مع زيادة تعبيرات طفيفة لدوافع ذلك هنا أو هناك، وكل ذلك لا يزيد عن كونه التأثر بعقدة الخواجة بل هو كلامه خاصة عند تفسيره الإنشائي بأسلوبه الخطابي لعلم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بما أطلعه عليه سبحانه من الغيب، وبما أيده به من معجزات.
ونحن نرد عليه ردًا لمن تبع من المستشرقين دفاعًا عن السنة، وبالتالي عن الإسلام وإن كان لا يحتاج دفاعًا خاصة من أمثالنا، إذ هو لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد يرى بعض في ذلك إظهارًا للتلبيس في ثوب العقل، والتضليل في سربال العلم، وإن كان هو لا يقصد ذلك، وقد وجدنا مغبة ذلك وعاقبته في مسلمين بكل سهولة يدفعون الدين، ويردون السنة بدعوى مخالفتها للعقل، وإن فلانًا قد قال، ورد ذلك، وإن ذلك مخالف للعقل، ولا يمكن أن يأتي الإسلام بهذا أو أن يأمر بذاك ... إلى آخره مما صار الدين معه متعلقًا بعقول الناس وأصبح التشريع أصولاً وفروعًا موكولاً إليها، لا إلى الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مما سهل الغزو الفكري لأهل الكفر، وصارت التبعة والعمالة الفكرية لهم فيما ذهبوا إليه، حيث وفر ذلك عليهم الغزو العسكري، وإن كان فقد سبقه الاستسلام الفكري والخواء الروحي، حيث دمرت حصون المسلمين من الداخل.
نعود لنناقش الشيخ من كلامه هو أولاً، ثم نبين كيف عالج القرآن الكريم هذه القضايا.
يقول الكلام في الإرهاصات تعبير غلط عن فكرة صحيحة، فإن ميلاد محمد كان حقًا إيذانًا بزوال الظلم ...
وهذا كلام متهافت مغالط للواقع للأسف، فبحثنا هل حدثت إرهاصات عند مولده أو لا؟ ولم نقل هل كان مولده إيذانًا بزوال الظلم ... أم لا؟ لأن هذا رجم بالغيب ادعيته