وفي يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه من المدينة نحو ديار بني المصطلق، وهذا هو الراجح وهو قول موسى بن عقبة الصحيح حكاه عن الزهري وعن عروة (?). وتابعه أبو معشر السندي والواقدي وابن سعد (?) ومن المتأخرين ابن القيم والذهبي (?) أما ابن إسحق فذهب إلى أنها في شعبان سنة ست، ويعارض ذلك مافي صحيحي البخاري ومسلم من اشتراك سعد بن معاذ في غزوة بني المصطلق مع استشهاده في غزوة بني قريظة عقب الخندق مباشرة، فلا يمكن أن تكون غزوة بني المصطلق إلا قبل الخندق (?).

ولا توجد روايات صحيحة تبين عدد الجيش الذي خرج إلى ديار بني المصطلق أو عدته، ولكن الذهبي قال إنهم سبعمائة مقاتل (?) وقال الواقدي: إن معهم ثلاثين فرساً، للمهاجرين عشرة وللأنصار عشرون (?).

وقد وردت روايتان مهمتان عما حدث عند المريسيع وهو ماء في ديار بني المصطلق بقديد. فالبخاري ومسلم يذكران عن عبد الله بن عمر - وهو شاهد عيان حضر الغزوة - أن النبي صلى الله عليه وسلم "أغار على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقي على الماء، فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وأصاب يومئذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015