ولعل هذه العوامل أعاقت - في نفس الوقت - انتشار الإسلام في خزاعة عامة وبني المصطلق خاصة الذي يستفيدون إلى جانب الموقع التجاري بوجود مناة الطاغية في ديارهم معنوياً ومادياً حيث يحج إليها العرب.
وأول موقف عدائي لبني المصطلق من الإسلام كان في إسهامهم ضمن الأحابيش في جيش قريش في غزوة أحد (?).
وقد تجرأت بنو المصطلق على المسلمين نتيجة لغزوة أحد كما تجرأت القبائل الأخرى المحيطة بالمدينة (?)، ولعلها كانت تخشى انتقام المسلمين منها لدورها في غزوة أحد، وكذلك كانت ترغب في أن يبقى الطريق التجاري مفتوحاً أمام قريش لا يهدده أحد لما في ذلك من مصالح لها محققة فكانت - بزعامة الحارث ابن أبي ضرار - تتهيأ للأمر بجمع الرجال والسلاح وتأليب القبائل المجاورة ضد المسلمين.
وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بريدة بن الحصيب الأسلمي للاطلاع على أحوالهم، فأظهر أنه جاء لعونهم وعرف نيتهم في الهجوم على المدينة فعاد وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما يبيتون (?).