فِي الْجد والهزل والاستخدام بالكفاية لَا بالغاية والتيقظ للْأَخْبَار فِي الْقرب والبعد فَمن أحرز هَذَا الْفضل وأحاط بمعانيه أحَاط بالسياسة كلهَا
وَبِاللَّهِ تَعَالَى الثِّقَة
وليجتهد فِي إِحْرَاز الْحَظ الجزيل من فَضَائِل النَّفس وَهِي
الْعلم والعفة والحلم والسخاء والشجاعة
فَمن الْعلم مَعْرفَته بِمَا يَأْتِي ويذر وَشدَّة بَحثه عَن كل مَا جلّ ودق
وَمن الْعِفَّة تنزهه عَن المكاسب الَّتِي فضلتها الرّعية ويجتهد أَن تكون وُجُوه دخله مُنَاسبَة لجلالة قدره وعلو مَنْزِلَته لَا يهتك فِيهَا للدّين وَلَا للمروءة سترا وَلَا يبْعَث بهَا على أحد الرّعية انتقاصا وظلما
وَمن الْحلم تَأْخِير عِقَاب المقصر إِلَّا بعد تَكْرِير تنبيهه والإغضاء عَن أول وثان من جرمه فَإِذا انْقَطع الْعذر أوقع الْعقُوبَة بموقع السياسة لَا التشفي وَالْعدْل لَا التَّعَدِّي
وَأما السخاء فَإِن لَا يمطل حق وَلَا يخيب أملا وَلَا يؤيس قَاصِدا فَإِنَّهُ يستعيض بعز الْولَايَة وَجه الْقُدْرَة خلقا من كل مَا يُنْفِقهُ وليعلم كل وَال أَنه وَكيل الله على مَاله وَأَن عَلَيْهِ حَقًا وَاجِبا لكل ابْن سَبِيل ومنقطع بِهِ
فَليخْرجْ إِلَى مُوكله مِمَّا يلْزمه لَهُ وَألا يَأْمَن من استبداله بِهِ وحفظة عَلَيْهِ