التعرف على نقاط الضعف في التنظيم, وترفع بذلك التقارير إلى المسئولين, حتى يمكن لهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا الضعف, قبل أن يؤثر على أهداف التنظيم.
أما الرقابة السلبية فهي التي تظهر الأخطاء التي وقعت فعلًا, وتكشفها أمام المسئولين؛ لاتخاذ إجراءات العقاب على من تسببوا فيها.
والإسلام في مفهومه للرقابة السلبية يفرق بين نوعين من الأخطاء: فهناك الأخطاء المتعمدة التي قُصد بها الإساءة إلى التنظيم, وهذه يجب أن تؤخذ بالشدة الرادعة, والعقاب الشديد, وهناك الأخطاء العادية الناجمة عن كثرة العمل, أو بسبب عدم الفهم للتعليمات, أو بسبب الطبيعة الإنسانية كالسهو, والنسيان, وغيرها, وهذه تعالج بالتوجيه, والتنبيه, والتوعية, ويلخص القرآن الكريم هذه المعاني في كلمات دقيقة, وبليغة, فيقول: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} (الأحزاب: من الآية: 5).
والرقابة العامة في الإسلام -كما نراها- تنقسم إلى رقابة داخلية, ورقابة خارجية, فالرقابة الداخلية نعني بها رقابة جهة الإدارة, وقد عُرف هذا النوع من الرقابة منذ عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي طبق هذا الأسلوب الرقابي في شكلين:
1 - إرسال من يثق في نزاهتهم لمتابعة أعمال الرعاة, والولاة في الأقاليم.
2 - تحقيق الشكاوي التي ترسل إليه من المسلمين ضد ولاة الأمر.
هذا إلى جانب أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد وضع بعض القواعد الفعالة التي تكفل له تحقيق الرقابة الكاملة على عماله, ومنها ارتياد منازل المسلمين, وتفقد أحوالهم, وتعهد أهل البؤس والفاقة منهم,