وفي مجال العمل ينبهنا الضمير الإنساني دائمًا إلى قول الله تعالى: {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (التوبة: 105).
والرقابة الذاتية تجعل الفرد هو الذي يقوِّم نفسه, ويصحح أخطاءه, ويحاول قدر الجهد إتقان العمل المنوط به, ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-محاولًا تنمية هذه الرقابة في النفس الإنسانية: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبو ويقول: زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ويقول: ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).
وأما بالنسبة للرقابة العامة فنقول:
عرف الإسلام الرقابة العامة بمفهوميها المعاصرَين: الرقابة الإيجابية التي تحاول تفادي الأخطاء قبل وقوعها, والرقابة السلبية التي تعاقب على الأخطاء التي تقع وتحاسب عليها, والرقابة العامة في الإسلام تنبع من مفهوم أن النفس أمارة بالسوء, ومن ثم فهي في حاجة إلى من يراقب أعمالها, ويردعها إن لم ترتدع بالضمير الداخلي, إلا أن الإسلام كان سبَّاقًا في الأخذ بمفهوم الرقابة الإيجابية, والأثر الإسلامي المشهور الذي يقول: الوقاية خير من العلاج كان هو المرجع بمفاهيم الرقابة الإيجابية في مدارس الفكر المعاصر.
والرقابة الإيجابية هي رقابة فعالة تهدف إلى اكتشاف الأخطاء في الوقت المناسب, أو تقديرها قبل وقوعها, واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع وقوعها, وهذا النوع من الرقابة يعد مدخلًا تعاونيًّا بين الإدارة, والقائمين بالتنفيذ؛ إذ إنها تحاول