أيضًا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يمدح الشورى ويحث المسلمين على تحقيقها ويشاور المسلمين في معظم الأمور التي تعرض له كما بينا, وقد أكد أبو هريرة -رضي الله عنه- ذلك بقوله: لم يكن أحد أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

وقد روى الفقهاء أحاديث كثيرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الشورى منها: ((المستشار مؤتمن)) ومنها: إذا كان أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأمركم شورى بينكم؛ فظهر الأرض خير لكم من بطنه قال أيضًا: ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم وقال: ما ندم من استشار, ولا خاب من استخار وقال: ما شقي قط عبد بمشورة وقال أيضًا: المشورة حصن من الندامة, وأمان من الملامة وقال أيضًا: من أراد أمرًا فشاور فيه امرءا مسلمًا وفقه الله لأرشد أموره وقال: رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس وقال: وما استغنى مستبد برأيه, وما هلك أحد عن مشورة وفي رواية: وما يستغني رجل عن مشورة وقال: أما إن الله ورسوله لغنيان عنها -أي: المشاورة- ولكن جعلها الله رحمة لأمتي, فمن استشار منهم لم يعدم رشدًا, ومن تركها لم يعدم غيًّ ويعقب الشيخ/ رشيد رضا على ذلك بقوله: أي: شرعها الله -سبحانه وتعالى- لتحقق الرشد في المصالح ومنع المفاسد؛ فإن الغي هو الفساد والضلال, وقال -صلى الله عليه وسلم-: استعينوا على أموركم بالمشاورة.

وفي كثير من الأمور الدنيوية كان -صلى الله عليه وسلم- يرجع إلى المسلمين, وفي هذا النطاق يروى عنه -صلى الله عليه وسلم- قوله: ((أنتم أعلم بأمر دنياكم)) وقوله: ((ما كان من أمر دينكم فإليّ, وما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم به)) ومن هنا فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان ينزل على آرائهم في أمور الدنيا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015