معنى ذلك أنه فرض عليهم, على كل بيت دينارًا, لكن طلب منهم أن لا يضموا البيوت إلى بعضها, وبالتالي يدفعوا دينارًا واحدًا, وأيضًا بين لهم أننا لن نظلمهم, ولن نأخذ إلا من كل بيت دينارًا واحدًا, فهذا يدل على أنه لا يجوز الجمع بين المتفرق من العائلات, بقصد التحايل لإنقاص الجزية؛ لأن كل بيت مطالب بدينار, فلو جمعوا عائلتين أو أكثر في عائلة واحدة, لنقص المقدار الواجب عليه.

وأيضًا فإن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله على الجزية أن يختموا رقاب أهل الذمة؛ وذلك إحكامًا للدقة في الجباية, حتى لا يفلت من الضريبة -أي يتهرب منها- من فرضت عليه.

وسائل مكافحة التهرب من الجزية:

هناك العديد من الوسائل التي من شأنها العمل على منع التهرب من أداء الجزية, نذكر من أهمها:

أولًا: عدل عمال الجباية:

إن من أهم الأسباب التي تدعو الممولين إلى التهرب من الالتزام المالي الواجب عليهم, هو ظلم عمال الجباية, فالرفق بالممولين -كما يقول ابن خلدون- يزيد من حصيلة الضريبة, والظلم ينقصها, بل قد يؤدي إلى خراب البلاد, وأيضًا فإن محاباة بعض المتكلفين بالمعاملة الحسنة من جانب عمال الجباية من شأنه أن يدعو غير المحابين من المكلفين بالتهرب من أداء ما يجب عليهم من الجزية, وذلك بسبب التفرقة بينهم وبين غيرهم في المعاملة من جانب عمال الجباية, ولذلك نجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015